الإيمان بالقدر والشجاعة في الحق

الإيمان بالقدر والشجاعة في الحق:- وما ذلك إلا بسب الخوف الوهمي، وإلاَّ فلو أننا فتحنا النوافذ للنصائح الصادقة المخلصة؛ لكان ذلك تعاوناً على البر والتقوى، كما أمر الله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2] وكان ذلك تآزراً وسبباً لزوال الأخطاء واضمحلالها ووجود الخير، وكون الأمة كلها يداً واحدةً على من ناوأها أو عاداها.

فينبغي أن نُعظِّم أمر الله عز وجل، وأن يعيش الواحد منا لعقيدة ومبدأ ويموت من أجلها، فيكون الله تعالى في قلبه أعظم من كل شيء، وأكبر من كل شيء، ويفقه معنى كونه يقف في الصلاة ويقول: الله أكبر، فإنَّ هذا يعني أن الإنسان يعظم أمر الله ويهون ما سواه.

وينبغي أن يؤمن الإنسان بالقضاء والقدر، قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] فكل ما سوف يجري عليك هو مكتوب، ولن يخطئ الإنسان ما كتب له.

قال الشاعر: اعلم فعلم المرء ينفعه أن سوف يأتي كل ما قدرا وقال آخر: فليس لأمرٍ قدر الله جمعه مشتٌّ ولا ما فرق الله جامعُ وبناءً عليه ينبغي أن تتحرر من المخاوف والأوهام.

أصحاب المخاوف والأوهام -أحياناً- لا يكتفون بمجرد القعود عن العمل خوفاً وجبناً وهلعاً، بل هم قاعدون -أحياناً- للتشفي والنكاية فيمن اجتهدوا فعملوا، أخطئوا أم أصابوا، فلان لو فعل كذا لكان كذا، ولو لم يفعل لكان كذا، ومن قبل ذكر الله تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران:168] وقال: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} [آل عمران:154] .

وعلمنا المصطفي صلى الله عليه وسلم ألا يقول أحدنا: {لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان} وهكذا فإنها حيلٌ نفسية، وشيطانية، لو لو الكثيرون قعدوا عن الدعوة، والعمل، والجهاد وطلب العلم النافع، لماذا؟ لأن كلمة "لو" أحبطتهم وثبطتهم، لأنه ما من إنسان إلا ويجتهد فيخطئ تارة ويصيب تارة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015