أحبتي! إن مما يشغل البال كثيراً في هذا الزمان ويقلق الإنسان؛ أننا نجد أن هذا العدد الكبير من الأمة يعيش حالة انكماش وانقباض عن أداء الدور المنوط به شرعاً، والكثيرون يعتمدون على غيرهم، ويلقون باللآئمة على سواهم، فبعضهم يحتج بالزمان، وقد رد عليهم الشاعر، فقال: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا ونهجو ذا الزمان بغير جرمٍ ولو نطق الزمانُ بنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عِيانا وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {قال الله تعالى يُؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار} وقال أيضاً: {لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر} أي: أن الدهر مخلوق لله تعالى وهو الذي يدبره ويصرفه كيف يشاء.