أيضاً من صور الولاء السياسي للكفار: أن تجد من بين المسلمين أنظمة أو أحزاباً أو تجمعات أو أفراداً يسعون في مصلحة العدو الكافر, ويسهرون على تحقيق مطامحه ومطامعه, ويكونون وكلاء بالنيابة عنهم في كل أمر من أمور الحياة، فهم أكثر إخلاصاً له من أبنائه وأبناء بلده, فهم يستميتون في الدفاع عن مصالحه، وتحقيق مآربه وأهدافه! لماذا؟! لأنهم قد ربطوا مصيرهم به، وأدركوا أنه لا بقاء ولا قيام لهم إلا حينما يكون راضياً عنهم ومقراً لما هم عليه، ولهذا أخلصوا بالولاء له على حساب الأمم الإسلامية, فأصبح كثير من هؤلاء يسعون في المجتمع المسلم بالفساد ويسومون المسلمين سوء العذاب, ويقومون بالكثير من الأعمال والتصرفات والخطط والإجراءات، ويرفعون كثيراً من الشعارات، التي لا تستفيد الأمة منها شيئاً قط إلا التمزق والتفكك والخلاف والضياع، وهم لم يقصدوا أصلاً أن يحققوا مصلحة للأمة، إنما قصدوا أن يثبتوا ويعربوا عن ولائهم الصريح القوي لهذا الكافر الذي ربطوا أنفسهم به.
ومع الأسف الشديد أن تنطلي هذه الأمور على كثير من المسلمين, وتلتبس عليهم الحقائق, فيصبح التمييز بين الحق والباطل في هذا الأمر ضعيفاً عند كثير من الناس, حتى من المصلين! ومن رواد المساجد ودعك من غيرهم، فتضطرب عندهم هذه الأمور وتلتبس حتى لا يميز أحدهم بين حق وباطل!