Q هل يجوز جرح أحد من العلماء لسبب أننا سمعنا عالماً آخر من العلماء يجرحه؟
صلى الله عليه وسلم الشاب أو طالب العلم المبتدئ أسوء ما يعمله أن ينصب من نفسه حكمًا بين هؤلاء الأئمة والعلماء, لكن هذا لا يمنع أن يقلد أحدهم, إذا كان ليس أهلاً لأن يجتهد في المسألة, ويرجح بفهمه وعلمه, فلا مانع أنه يقلد أحد هذين العالمين, أما أن ينحي على العالم الآخر, أو يجرح فيه لأنه سمع عالماً آخر يقول فيه قولًا فهذا لا يجوز؛ لأنه لا يحق له أن يجعل من نفسه حكمًا بين هؤلاء, وكما قال ابن دقيق العيد وغيره: إن أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، فعلى الإنسان أن يقي نفسه الوقوع في هذه الحفرة, وخاصة أعراض العلماء، كما قال فيهم ابن عساكر: إن لحومهم مسمومة، وعادة الله في هتك منتقصيهم معلومة, ولا يجوز أن ننزع ثقة المجتمع بالعلماء, فلو افترضنا أن في المجتمع عالمين انتقد أحدهما الآخر في مسألة, فرد عليه الآخر فتحول طلاب العلم إلى أحزاب، منهم من يؤيد هذا العالم, ومنهم من يؤيد ذاك, وأصبحوا حريصين على أن يسمعوا المجتمع صوتهم، وكل فئة حريصة على أن تسمع المجتمع صوتها, فالنتيجة التي حصلنا عليها هي أننا أفقدنا الناس الثقة بالعلماء، وهذا ليس لصالح أهل الإسلام, لأنه ما من عالم يذهب سواء بالموت أو بسقوط مكانته, إلا ويحل محله إما جاهل, أو مبتدع, أو ضال يصد عن سبيل الله عز وجل.