النظر إلى جوانب الخير

من أخطائنا في التفكير: شدة الخوف التي تجعل كل شيء ننظر فيه للجانب السلبي فقط، فننظر إلى أي حدث جديد بخوف، فنخاف من كذا ونخشى من كذا؛ ولذلك حرمنا حتى من الفرح بالخير الذي قد يحصل للمسلمين، والخير الجزئي يمكن أن يقع، وأي تحول يمكن أن يكون لصالح الإسلام نسبياً وجزئياً ولو لم يكن (100%) يفترض أن نفرح، وعلى أقل تقدير نعطي أنفسنا فرصة للفرح في ذات الله عز وجل، أما الإنسان الذي يكون دائماً عنده تخوف وينظر للجانب السلبي، ويتوقع مؤامرة وراء كل شيء، فإن هذا الإنسان لا يستفيد من الأحداث، ولا يشارك فيها ولا ينتفع بها، وأيضاً حتى الفرح لا يفرح بها، والأمثلة على ذلك كثيرة.

على سبيل المثال: سقطت الشيوعية في أكثر من بلد، فقد يكون المسلم في البلد التي سقطت فيه الشيوعية مغلول اليد لا يصنع شيئاً ولا يبادر، لماذا؟ وهذه آخرها في عدن، لما سقطت الشيوعية كان يأتيني بعض الشباب من هناك ويقولون: نحن خائفون! خائفون من ماذا؟ قال: نخشى أن هذه مصيدة وخطة من أجل أن يظهر الشباب المسلم، فيتم القضاء عليهم! صحيح أن الإنسان يحب أن يفكر، لكن أيضاً لم تفترض دائماً أن العقل والذكاء والدهاء هو وقف على العلمانيين وعلى الشيوعيين وعلى أعداء الدين وعلى الكفار وأن المسلم ليس له عقل؟! يا أخي: المسلم له عقل كغيره، وإضافة إلى ذلك فالمسلم عقله زكي مزكى بنور القرآن ونور السنة ونور الاستبصار ونور التفرس والتوسم، وحديث {اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله} هذا عند الترمذي، وعلمي أنه لا يصح فهو حديث ضعيف، ولكن معناه في الآية: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر:75] والفراسة كانت موجودة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في عمر: {لأن يكون في أمتي محدثون فـ عمر} فالمؤمن عنده إضافة إلى العقل الذي عند غيره، وعنده هذه الفراسة وهذا الإلهام، عنده تزكية القرآن، فلماذا نتصور دائماً أننا ضحية خطط الآخرين ومؤامراتهم، وأن كل ما نفعله هو أن نتقوقع على أنفسنا ونتقرفص، ولا نشارك بشيء، ولا نفرح بشيء، ولا نقدم على شيء؟! لماذا؟ لأننا متخوفون أن يكون خلف القضية مؤامرة! وبهذه بالطريقة هذه سوف تقوقع نفسك! نعم، قد تسلم لكن السلامة بحد ذاتها ليست مطلوبة، فأنت تسافر وفي السفر مخاطرة، وتركب الطائرة والأمر كذلك، وتفتح محلاً تجارياً فقد يفشل وتركبك الديون، نعم يجب أن تحتاط وتفكر تفكيراً صحيحاً في مثل هذه الأمور، فإذا كانت نسبة الخطر (1.

5%) فلا تقم لها وزناً؛ لأن هذا خطر موجود في كل الدنيا، والواحد يمكن أن يأتيه الموت ويرحل أيضاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015