أهمية الاقتراب من الواقع

ومن ذلك -مثلاً- أنك تجد عندنا تحفظاً مغالىً فيه في تقويم كثير من الأعمال والأمور، فإن الإنسان العاقل الحكيم يستطيع أن يحكم على الأشياء من منطلق نتائجها ومن منطلق المعلومات التي توصل إليها، ومن منطلق أنها أفضل مما ما هو أسوأ منها، أو أنها قد تفضي إلى نتيجة إيجابية جيدة أو ما أشبه ذلك.

لكن الإنسان الذي يعيش في جو مغلق، همه أن يعيش فقط مع الكتاب أو يعيش مع الحلقة العلمية، وليس في قلبه هَم لنصر الدين، وهم التمكين للإسلام، وهم التعاطف مع الأمة المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها، وهم إعادة القوة والعزة والوحدة للمسلمين في كل مكان، فالإنسان الذي لا يحمل هذه الهموم تكون نظرته نظرةً منغلقة ومحدودة؛ لأنه لا يعتبر نفسه معنياً بالموضوع، ولا يعتبر أن حكمه ذو بال على القضية، بخلاف ما لو أحس بأنه بجزء من هذه الأمة، وأن ما يعنيها يعنيه، فبدون شك أنه سيكون أكثر تحرزاً وانفتاحاً ويقظةً وأكثر مشاركةً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015