فأنا أقول: ينبغي أن نفوت، وينبغي ألا نثأر لأنفسنا أو نغضب لذواتنا قدر المستطاع، وعلينا أن نتحمل ما قد يصدر من إخواننا، ووالله ما أحلاها أن يتحمل الإنسان جرعة غضب أو غيظ أو أذى لقيه من أخيه! وهذه يا أخي هي العبادة الحقيقية، هذه -والله- هي الدرجات العلى في الجنة، وقد يكون الإنسان صاحب عبادة أو صلاة أو صيام، لكن لا يكون عنده من هذا شيء، فلا يخرج بطائل كبير، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث المتفق عليه: {ليس الشديد بالصرعة! إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب} ويقول عليه السلام كما في حديث معاذ بن أنس الجهني -وهو في السنن بإسناد صحيح- يقول: {من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه، دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء} .