القاعدة الخامسة: (لسنا أوصياء على الدعوة أو الصحوة) .
فالدين دين الله سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] والله تعالى تكفل بحفظ القرآن وحفظ أهله؛ ولهذا جاء الوعد النبوي الصحيح المتواتر بالطائفة المنصورة المجاهدة في سبيل الله إلى قيام الساعة، فهذا وعد رباني، وأنا وأنت لسنا أوصياء على الدعوة أو الصحوة؛ فلماذا تجد أننا أحياناً نتكلم كما لو كنا أوصياء؟! لا نريد من أحد أن يتحدث أو يعمل إلا وفق قناعاتنا وآرائنا واجتهاداتنا، وقد نتكلم فنؤيد هذا ونعارض هذا ونمدح هذا ونذم ذاك، ونتكلم عن قضية الصحوة والدعوة على سبيل الخائف الحذر منها، مع أن الواقع أن الدعوة دين الله ودعوة الله، وهو المتكفل بنصرها، وأنا وأنت لسنا إلا بشراً ينبغي أن نبذل بعض الجهود، لكن علينا أن نكون متواضعين فيما يتعلق بتقدير حجم أنفسنا وشخوصنا وعقولنا، بحيث لا نظن أننا أوصياء على هذه الدعوة، ونعتبر أن الشيء الذي لا يمر عبر قناعتنا يحب ألا يكون.
وهذا لا يعني بحال من الأحوال أن نتخلى عن الدعوة، بل يجب أن نبذل قصارى جهدنا في الدعوة، نعم تبذل قصارى جهدك، لكن دع الآخرين أيضاً يبذلون قصارى جهدهم، وجهدك يكمل جهدهم، فإن لم يكن مكملاً لجهدهم فعلى أقل تقدير ألا يكون معطلاً أو معارضاً لجهدهم.