القصور البشري

يا أخي لا تتصور أبداً أن هناك نشاطاً في الدنيا حتى ولو كان صغيراً يتطابق مع ما نريده له في الواقع.

دعنا نعود إلى مثال المدرسة، عندما ترسم المدرسة حبراً على ورق أو تضع لها -كما يقولون- صورة هيكلية شكلية، فإن الواقع الحقيقي لهذه المدرسة لا يمكن أن يتطابق مع ما رسمته في ذهنك أو على الورقة أو كصورة مصغرة، بل سيكون مختلفاً كثيراً أو قليلاً عن ذلك، فكيف لو كانت القضية قضية مؤسسة أو وزارة؟! فكيف إذا كانت القضية قضية دولة وأمة بأكملها؟! لا بد أن الأمور تأتي بالتدريج، ولا يمكن تصور دولة الخلافة الراشدة -مثلاً- سنرسم لها مخططاً نظرياً على الورق، ثم تطبق عملياً اعتباراً من الساعة السابعة صباحاً، فهذه خيالات، أما الذي يعيش الواقع فإنه يدري أن المسلمين ينتقلون بين الضعف والقوة والنصر والهزيمة والغنى والفقر والعلم والجهل والمجاهدة والصبر والمصابرة، حتى يأذن الله تعالى بالنصر لمن يشاء، بعد جهود وخطط ومحاولات وتقديم وتأخير.

إذاً: مسألة طرح الأسئلة مسألة سهلة، لكن الواقع العملي ومعايشته هو الأمر المرير الذي يحتاج إلى خبرة ودراية ومعايشة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015