إياك وكفران النعمة

إن الله تعالى لا يكلفك إلا بما تستطيع، فهو يكلفك بكلمة شكر تقدمها للخالق المبدع العظيم جل وعلا، ويكلفك بأن يخفق قلبك بحبه، ويكلفك بأن توظف جوارحك في طاعته، فلا ترتكب معصية لله تعالى قط، خاصة وأنك إذ تعصي الله تعالى، فإنما تعصي الله بنعمته، فالذي يسرق يستخدم يده في السرقة، ويده إنما هي خلق الله ونعمة الله، والذي ينظر إلى الصور والأفلام، والمسلسلات الهابطة والمجلات الخليعة، أو يقرأ الكتب الإلحادية، إنما يستخدم عينه وهي نعمة الله، والذي يسمع ما يسخط الله تعالى من الفٌحش والبذاءة والسباب والشتام أو من كلام الكفر أو غير ذلك أو الغناء، إنما يسمعه بأُذنه وهي نعمة الله، والذي يشرب الحرام فيتناول المخدرات، أو المسكرات، أو حتى الدخان، إنما يستخدم فمه، وفمه نعمة الله، وهكذا لا تستطيع أصلاً أن تمارس أي عملٍ في الدنيا إلا بهذه النعم التي أعطاك، فهل من حقه عليك أن تعصيه باستخدام نعمته فيما لا يرضيه؟ وهل هذا شكر نعمة الله جل وعلا؟! {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} [عبس:23] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015