العشرون: وبها أختم عتابي إليك، لقد أدخلت جهاز التلفاز إلى منزلنا، وأنا كنت له كارهة -كما تعبر عدد من الأخوات- وقلت لي: في وقت الفراغ وللأطفال، ثم وجدنا أن التلفاز فرصة لإلهاء الأطفال عنا وعن مضايقتنا وإيذائنا، فكلما شغلونا قلنا لهم اذهبوا إلى ما يسمى بأفلام الكرتون أو الصور المتحركة، وأرى أن هؤلاء الأطفال قد بدأت بصمات التلفاز تظهر على عقولهم، وعلى أخلاقهم، وسلوكهم وكلماتهم.
إنني أطمع أن يكون أولادنا علماء عاملين، أو أن يكونوا مجاهدين في سبيل الله، أو أن يكونوا خطباء في المساجد، أو أن يكونوا أئمة يتقدمون المصلين بين يدي الله عز وجل، ولست أريد أن يكونوا ممثلين أو مغنيين أو من أهل هذه الدنيا الفانية، فلماذا لا نخرج هذا الجهاز من منزلنا؟ ولماذا لا تتظافر جهودنا في تربية أطفالنا؟ إنني أقترح عليك أن تأتي لهم بمكتبة صوتية، هي عبارة عن مجموعة من الأشرطة المتعلقة بقصص الأطفال والأناشيد المناسبة لمستواهم، ومكتبة مقروءة هي عبارة عن مجموعة من الكتب الصغيرة والكتيبات والقصص والأناشيد، وأن تجعل لهم أنت من أسبوعك ساعة واحدة فقط، وتترك الباقي لي، فإنني سوف أستعين بالله عز وجل وأعمل على تربيتهم، فلعلهم أن يقر الله بهم عيوننا في هذه الدنيا، ولعل الله تعالى أن يُقر بهم عيون المسلمين في كل مكان، وأي فخرٍ وشرف أكبر وأعظم من أن يكون فلان بن فلان مجاهداً مرموقاً، أو داعية شهيراً، أو عالماً مقصوداً يكون في الدنيا عزاً لنا، ويكون في الآخرة رفعة في درجاتنا، قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور:21] .