حكم الأناشيد

Q مجموعة أسئلة حول الأناشيد الإسلامية؟

صلى الله عليه وسلم الأناشيد الإسلامية أصح وأعدل الأقوال فيها، أنها شعر وكلام حسنها حسن، وقبيحها قبيح، ويوجد من الأناشيد الإسلامية أناشيد فيها -مثلاً- أمور محرمة، مثل الطبول، فهذه محرمة، أو يكون معنى الأنشودة -أحياناً- معنىً صوفياً، أو بدعياً، وأذكر أنني سمعت أنشودة، وكررتها حتى حفظت بعض أبياتها، وأذكر من الأبيات التي وردت في تلك الأنشودة يقول: أو سترت اسمكم غيرة هاأنا ألوث بالشعب والمنحنى فما في الغنى أحدٌ مثلكم وفي الفقر لا أحد مثلنا فأنتم هو الحق لا غيركم فيا ليت شعري أنا من أنا ففيها أبيات موحشة وأقل ما يقال فيها أنها ذات معان غامضة، وتقرب أن تكون من عبارات الصوفية واستعمالاتهم، فهذه ينبغي طرحها، وإبعادها -أحياناً وهو أمر مؤسف- ذكره لي بعض الشباب، توجد أناشيد بأصوات فتيات ولو صغيرات، فهذا لا يصلح -مثلاً- فتاة في سن الحادية عشرة والثانية عشرة تنشد، هذا لا يصلح، لأن صوتها، خاصة بإنشاد الشعر هذا مدعاة لفتنة كبيرة، أما إذا كان النشيد فيه معاني طيبة، إثارة حماس، دعوة إلى خير، تربية على الأخلاق الفاضلة، ويؤدى بأصوات قوية، بعيدة عن التكسر، والتثني، ومحاكاة أصوات وأنغام الفساق من المغنيين والمغنيات، فلا حرج في ذلك.

لكن أنبه إلى محذور وهو بشرط ألَّا يغلب على الإنسان، لا يغلب عليك، فبعض الشباب يفطرون على أناشيد، ويتغدون على أناشيد، ويتعشون -أيضاً- على أناشيد، فهذا لا يصلح، ويجب عليه أن يغير الوجبات، ولذلك البخاري رحمه الله قال في صحيحه: باب من كان الغالب عليه الشعر، ثم ساق فيه حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم: {لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً وصديداً خير له من أن يمتلئ شعراً} وهذا إشارة إلى أنه يمتلئ جوفه، أي أصبح كل أكله أناشيد، حتى امتلئ بطنه منها، أما شخص يسمع أنشودة وهو في السيارة، أو في سفر، أو عمل، فأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كانوا ينشدون ويرتجزون: لأن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل لا يستوي من يعمر المساجدا يدأب فيها قائماً وقاعدا نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا إلى غير ذلك من الأناشيد التي كانوا يقولونها في أسفارها وفي قتالهم وفي أعمالهم، في بناء المسجد، وهذا كله ثابت في الصحيح، فلا حرج فيها ما لم تغلب على الإنسان، وما لم يكن فيها آلات محرمة، وما لم تكن معانيها -كما أسلفت- سيئة أو رديئة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015