إخوتي الكرام: اليوم -ولله الحمد- نحن نجد إقبال الناس على الإسلام بشكل غريب، منقطع النظير، سرت له قلوب المؤمنين، وفرحت وأشرقت، وأصبح حديثاً على ألسنتهم، كمال قال الأول: أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره هو المسك ما كررته يتضوع فنحن كل ما تحدثنا عن قضية الصحوة، والإقبال على الإسلام نفرح؛ لأننا نتكلم عن واقع شاهدناه، نتكلم ونعلن انتصار الإسلام في هذا الزمان على يد أولئك القوم الذين آمنوا بربهم، وزادهم الله تعالى هدى، أما أعداء هذا الدين، وأعداء هذه الصحوة، فهم يتحدثون حديث المسعور: الذي فوجئ بما لم يكن له في حساب، حتى أصبحت مراكز القوة الغربية، تصدر التقارير بعد التقارير عن أخطار هذه الصحوة، وأهمية وكيفية مواجهتها.
هذه الصحوة المباركة الكبيرة، لا شك أنك تجد لدى نفوس الكثير من شبابها آمال وتطلعات عريضة كبيرة، أي شاب تجده يقول: أطمع في انتصار الإسلام، وأن ترفع راية الإسلام خفاقة في كل الأرض، وأن يطرد اليهود من فلسطين، ومن أفغانستان، وأن تعود بلاد الإسلام المنكوبة المسلوبة، وأن نسر بتحكيم الإسلام في أنفسنا ودمائنا وأموالنا وأعراضنا، وأن يقوم الإسلام من جديد، كما قام أول مرة، ويكتسح الدول الكافرة، كما وعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذه لا شك آمال، وطموحات، وتطلعات، عزيزة في نفس كل إنسان، ومهما كان الأمر لا تجد مسلماً إلا ويخطر في باله هذا الأمر، حتى كان أحد الشعراء يتكلم على لسان الجميع، حين قال، وهو يرى الظلمات تتكاثف من حول المسلمين: سنصدع هذا الليل يوماً ونلتقي مع الفجر يمحو كل داج وغاسق ونمضي على الأيام عزماً مسدداً ونبلغ ما نرجوه رغم العوائق ونصنع بالإسلام دنياً كريمة وننشر نور الله في كل شارق فهو يتكلم بلسان الجميع.