مسألة الجمع بين الفكر والعلم الشرعي

Q بالنسبة إلى ما يسمى بالانفصام بين الفكر والعلم الشرعي في هذا الزمان، فكثيراً ما نجد مفكرين، ولكن حظهم قليل من العلم الشرعي، ونجد العكس أيضاً، هل يمكن أن يصور لنا الشيخ حلاً لهذه القضية؟

صلى الله عليه وسلم إن التخصص مبدأ يجب أن نؤمن به ونعترف به، فيوجد إنسان وجَّه همَّه وعنايته للعلم الشرعي أصولاً وفروعاً، وشُغل عما عداه، فمن الصعب على عالم متخصص كهذا، أن يشغل نفسه بدراسة اللغات ليتعرف على الفكر الغربي من مصادره، أو حتى أن يقرأ الكتب المترجمة ويعرف مصادر الفكر وأنماطه وتياراته، وما أشبه ذلك، ثم يرد عليها.

فهذا أمر تفنى دونه الأعمار، ويمكن أن يتخصص فيه آخرون، بعد أن يتزودوا بالأصول الشرعية، التي تمكنهم من معرفة مواطن الخلل في ذلك الفكر، والرد عليه بصورة شرعية صحيحة، وعدم التأثر به، أو الانسياق وراءه.

ولكن أعتقد أن هناك قاسماً أو قدراً مشتركاً، لا بد أن يوجد في الصنفين، فكما أننا نشترط فيمن يدرس تيارات الفكر المنحرف -غربية وشرقية- أن يكون عنده قاعدة من العلم الشرعي تمكنه من تقويم هذا الفكر ومعرفة خطئه من صوابه.

فكذلك ينبغي أن يكون من يتكلم في الشرعيات والأحكام وغيرها، خاصة في مثل هذا العصر الذي اشتهرت وانتشرت فيه الأفكار، وأصبحت تطل من خلال الشاشة، والجريدة، ومن خلال المقال، والكتاب، أن يكون عنده ولو إلمام عام بهذه التيارات، بحيث يستطيع أن يجيب الناس فيها، ويبين القدر الذي قد يتأثر به عامة الناس منها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015