Q كيف نفرق بين الشيطان والنفس الأمارة بالسوء؟ وهل النفس واحدة أم أنواع؟ وهل إبليس أبو الجن أم أبو الشياطين؟ وما هو الفرق بين الجن والشياطين؟
صلى الله عليه وسلم أما الأمر الأول وهو التفريق بين الشيطان وبين النفس، فالشيطان هو شئ خارجي، أما النفس فهي نفس الإنسان، لكن النفس قابلة للخير والشر، قال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10] وقال: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس:7-8] فالنفس قابلة للهدى والضلال، ولذلك إذا وسوس لها الشيطان، تحركت وازع الضلال في النفس واستجابت للشيطان.
أما النفس هل هي واحدة؟ فهذا كلام تكلم فيه القدماء، وفي نظري أنها فلسفة لا يجب أن نشغل أنفسنا فيها، إنما الذي يجب أن نعلمه أن النفس على مراتب، هناك أناس نفوسهم أشرقت، فأصبحت نفوسهم عندها إيمان لا يكاد يوسوس لها الشيطان إلا نادراً، وهذه هي النفوس التي تبشر عند موتها لقوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر:27-28] .
النوع الثاني: نفس فيها خير، ولكن يكيد لها الشيطان فتعصي ثم تتوب، وتعصي ثم تتوب، وتلوم نفسها على هذه المعصية، فهذه النفس اللوامة، وقد أقسم الله بها فقال: {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة:2] .
النفس الثالثة: هي الأمارة بالسوء، وهي التي زادت فيها عناصر الشر والفجور، وصارت أقرب إلى استجابة الشيطان.
أما إبليس فالمعروف والمشهور أنه أبو الجن, والله أعلم.