معرفة الكسوف بالحساب

Q تحديد وقت الكسوف نسمع عنه في الجرائد، فهل الكسوف يدرك بالحساب، وما دام يدرك بالحساب فهل يكون آية تخويف؟

صلى الله عليه وسلم في الحقيقة أنا لا أفترض أن أسأل هذه الأسئلة، لأنها تقديم بين أساتذتي، وأن أجيب على هذا الشيء، ولكن في هذا الموضوع، أقول: قد ساءني في الحقيقة كلام بعض الناس حول هذا الموضوع، من جهة جهلهم في الدين وكلامهم فيه بغير علم، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى وجود البلبلة عند الناس، وأقصد بذلك أننا أحياناً نكابر الواقع، نسمع خبر الكسوف قبله بفترة، وكل الناس يؤمنون بها، فيأتي بعض المسلمين الآن ويقولون لك: هذا كذب، فإذاً هذه مكابرة للواقع لأن حركة الشمس وحركة القمر يمكن أن تضبط وتدرك، وقد تكلم العلماء في هذا كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، والذين أنكروا أن يقال مثل هذا الأمر لم ينكروا أنه يمكن أن يدرك بالحساب، وإنما قالوا: إنه لا ينبغي أن يعلن على العامة، لأن الإعلان قد يؤدي إلى بلبلة، وهذا ليس فيه شيء، فمن الممكن أن نقول: أن مثل هذا لا يعلن للعامة، لكن أن نقول: إن هذا كذب وتزوير وليس بصحيح، ثم إذا وقع قلنا حصل موافقة وابتلاءً واختباراً، هذا في نظري هو من المكابرة، والمسلم لا يعبد الله على رأي فلان ورأي علان أبداً، القرآن والسنة فيصل بين الناس فيما يختلفون فيه.

أما هل يكون آية وهو يدرك بالحساب فأقول: إن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء:12] بعضهم قال: آية الليل هي القمر، وآية النهار هي الشمس، فالقمر بحده حتى قبل أن يكسف هو آية، والشمس آية.

نحن نعلم أن الشمس تطلع كل صباح وتغيب كل مساء فهي آية، وأنت أيها الإنسان آية، والكسوف آية، والخسوف آية، وكل شيء له آية سبحانه، وإنما الكسوف يكون آية من جهة أنه مخالف لمجرى العادة، فهو ينبه الناس أن الذي جعل الشمس والقمر ينخسفان أو ينكسفان قادر على أن يزيلهما البتة، فلا نتمتع بشمس ولا قمر، كما قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} [القصص:71-73] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015