التخصصات المختلفة وحاجة الصحوة إليها

Q هل الصحوة الإسلامية الآن بحاجة أكثر إلى متخصصين في العلم الشرعي، أم العلم التجريبي؟

صلى الله عليه وسلم الصحوة الإسلامية محتاجة إلى الجميع بلا شك، وقد يكون من الصعب في مثل هذا الوقت أن أحدد حاجتها أكثر إلى العلم الشرعي، أو حاجتها أكثر إلى العلم التجريبي، لكن لاشك أن التخصصات كثيرة -كما أسلفت- فحين نقول: العلوم التجريبية أو الطبيعية مثلاً، أو الإنسانية هذا يدخل تحته علومٌ كثيرة جداً، كالطب، والهندسة، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والعلوم الإنسانية، كالتربية، وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها، بل كل تخصصٍ فيه شعب نحتاج إلى متخصصين فيه، ولذلك نحتاج في الواقع إلى جيوش جرارة في مثل هذه التخصصات.

كما نحتاج بلا شك إلى العالم الشرعي الذي يواكب مثل ذلك، وفيما يتعلق بالعلم الشرعي، أعتقد أننا ما زلنا نحتاج إلى الكثير لكن ليس عدداً بقدر ما نحتاج إلى نوعية في مجال التخصص الشرعي، فلسنا نحتاج الآن كثافة العدد بقدر ما نحتاج جودة النوعية، ولو أن يتخصص وينبري للعلوم الشرعية آحاد من الناس، لكن يكونون ذوي كفاءات عالية، عقليات قوية، تفكير سليم، قدرات، حفظ، قوة، بحيث أنهم يسدون الفراغ الموجود، لأننا بحاجة إلى الاجتهاد في جميع المجالات، فالآن الطبيب يواجه مئات بل ألوف الإحراجات الشرعية، ويأتي ويضعها بين يديك، هات الحل؟ والمتخصص في الاقتصاد يأتي بمشاكله يضعها بين يديك، والعسكري كذلك، والمتخصص في كل فنٍ يأتي بهذه الإشكالات الجديدة الحادثة، ويضعها بين يديك، فنحن نحتاج في الواقع إلى عقليات قوية، أكثر مما نحتاج إلى عدد، كما أننا نحتاج إلى أمرٍ آخر في مجال التخصص الشرعي، وهو ما يمكن أن يسمى بالاجتهاد الجماعي، من خلال المؤسسات، كالمجمعات، والمجالس الفقهية، ونحوها التي تخرج برأي مدروس، بعد بحث ومناقشة، يشترك فيه أفراد متعددون، وتشترك فيه عقول مختلفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015