إن طريقة التعامل مع هذه النصوص المتعلقة بأمور مستقبلية هي طريقة حساسة جداً، فإنها هي الأخرى مما لم نتعبد بانتظاره وترقبه، بل هي غيوب يجريها الله تبارك وتعالى متى شاء ومتى أراد، ولذلك كانت توقعات بعض السابقين، لهذه الأمور غير مطابقة للواقع، فمثلاً المهدي والمسيح بن مريم -عليه السلام- منذ زمن طويل والناس يترقبون ظهورهما، حتى إن الإمام العراقي قال في منظومته في المجددين لما عدّ المجددين، وصل إلى القرن الثامن فقال:- والظن أن التاسع المهدي من ولد النبي أو المسيح المهتدي فالأمر أقرب ما يكون وذو الحجا متأخرٌ ويسود غير مسود فكان يتوقع أن يكون المهدي، أو عيسى بن مريم هو مجدد القرن الثامن، أو مجدد القرن التاسع، وقد تبين بالدلالة دلالة التاريخ القطعية أن هذا الظن في غير محله، وكذلك ظن غيره ممن توقعوا مثل الأمر، ومثل الأحاديث الواردة في الكلام عن آخر الزمان، كحديث: {إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه، فعليك بخاصة نفسك} فإنك تجد عالماً تكلم عن هذا الحديث ربما في القرن الرابع أو الخامس، فقال: وقد صح هذا في زماننا، فإننا نرى كيت وكيت وكيت، فيأتي عالمٌ آخر في القرن السابع فيقول: رحمة الله على فلان، كيف لو رأى ما نحن فيه الآن؟! إنهم كانوا في خير كثير بالقياس على ما نحن فيه، وهكذا، فهذه ظنونٌ وتوقعاتٌ وحدس، قد لا يكون أحدٌ مصيباً فيها على كل حال.