التحدث عن المستقبل في السنة النبوية

ومن جهة ثانية: فإن أمامنا مجموعة كبيرةً من النصوص الحديثية، الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تتعلق بالحديث عن أمور مستقبلية، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها ستقع لهذه الأمة، وهي ما يسميه العلماء -علماء الحديث خاصة، يسمونها أخبار الملاحم أو أخبار الفتن، وقلّ كتابٌ من كتب الحديث كـ البخاري أو مسلم أو السنن أو غيرها، إلا وتجد فيه باباً خاصاً لهذه الأحاديث، أبواب الفتن والملاحم يتكلمون فيها عما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن أمورٍ مستقبلة، الله تبارك وتعالى أعلم متى تقع منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى قيام الساعة، ويكفي أن أذكر في مثل هذه الأحاديث أن جماعة من العلماء أفردوها بالتصنيف، منهم الإمام أبو عمرو الداني صنف كتاباً لا يزال مخطوطاً اسمه السنن الواردة في الفتن، ومنهم نعيم بن حماد له كتاب في الفتن هو مخطوط أيضاً في حدود ما أعلم، ولا شك أن من هذه الأحاديث أحاديث الملاحم والفتن، الأحاديث المتعلقة مثلاً بظهور المهدي أو عيسى بن مريم، أو الدجال أو غير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015