تغيير العقود

الصورة الثالثة من صور الظلم: تغيير العقود بعد وصول العمال إلى مكان العمل، وكثيرٌ من العمال يوقعون على عقود وهناك أو تعرض عليهم أو يعرفونها، فإذا وصلوا إلى مكان العمل، غُيَّرت العقود بما يخدم صاحب العمل ويضر بالعامل، ووضع العامل بين أمرين أحلاهما مر، إما أن توافق على هذا العقد الجديد بما فيه من ظلم ونقص للراتب ومضاعفة لساعات العمل وتكاليف جديدة، وإما التسفير والعودة إلى بلدك، وبالتأكيد فإنه سيقبل وسيوافق مضطراً على هذا العقد الجديد.

أيها الأحبة إن العامل يأتي إلى بلاد الثروة والنفط في بلاد الخليج خاصة؛ وفي تصوره أنه سوف يرفن فقره وفقر أبويه وأولاده في سنوات قليلة يقضيها هنا، وأنها كفيلة بأن تجعله يعيش في رغدٍ من العيش ما بقي، حتى إن بعضهم يدفع مئات الألوف من أجل تأشيرة يشتريها هناك، ويظن أنه سوف يسددها خلال فترة وجيزة، فإذا جاء فوجئ بالأمور على غير ما تصور وأن العقد المبرم الذي جاء بموجبه لابد أن يُغيَّر لصالح رب العمل، أيها الأخ، الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة:1] وهذا عقد أبرمته مع إنسان.

يا أخي! والله لو كان كافراً فربما يجوز ذلك هذا، فكيف وهو مسلم، (أوفوا بالعقود) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم، أحدهم: رجل أعطى بي ثم غدر} لقد قطع هذا المسكين آلاف الكيلومترات بناءً على عقد معين، فلما جاء فوجئ بأمرٍ آخر لم يكن في حسابه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015