قصيدة للشيخ عائض القرني

أيها الإخوة: ومع قصيدة شعرية للشيخ عائض القرني، فليتفضل مشكوراً.

قال الشيخ عائض بن عبد الله القرني حفظه الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

وفيهم مقامات الحسان وجوههم وأندية ينتابها النبل والفضل على مقتفيهم حق من يقتفيهم وعند المقلين السماحة والبذل وما كان من خير أتوه فإنما توارثه آباء آبائهم قبل وهل ينبت الخطي إلا وشيجه وتغرس إلا في مغارسها النخل جزى الله رب الناس خير جزائه وأبلاكمُ خير البلاء الذي يبلو أيها الناس: ليس عندي نثر كثير، ولكنْ عندي شيء من الشعر، وقبل أن أبدأ في القصيدة أنا أعلم أني في القصيم ولست في الرياض، ولكني سوف أخبركم بخبر سر بيني وبينكم، والمجالس بالأمانات، ومن شاء منكم أن يخبر به الناس فليفعل بعد أن يستأذن مني.

الخبر: شكر يعلن في الأسواق والمساجد لأهل الرياض، وخبرٌ هو يخصني وما أنا إلا طويلب ممن حضر، لكن أمة لا تجحد ولا تجمد، تقول للمحسن: أحسنت، وتقول للمسيء: أسأت، أمة تشكر لعلمائها، وقضاتها، وخطبائها، ودعاتها، أمة يقول معصومها عليه الصلاة والسلام {من صنع إليكم معروفاً فكافئوه} .

أمة تقول لمن أحسن جزاك الله خيراً، أنا في القصيم ولست في الرياض، ولكني أقول لأهل الرياض: جزاهم الله خيراً، ولعلكم سوف تسمعون ببعض أخبارهم، ببعض أخبار علمائهم، كأمثال الشيخ عبد الله بن قعود، والشيخ ابن جبرين، والشيخ البراك، والشيخ حمود التويجري، والقضاة، والدعاة، والخطباء، ورجال الأعمال، فأخجلوني من كثرة الكرم، وكثرة التبجيل والحفاوة، فأبذلوا البيوت، والشراب، والطعام، والمال، والسيارات، والأوقات.

جزى الله عنا جعفراً حيث أشرفت بنا نعلنا في الشارفين فزلت همُ خلطونا بالنفوس وألجئوا إلى غرفات أدفأت وأظلت أبوا أن يملونا ولو أن أمنا تلاقي الذي يلقون منا لملت ولا زلت في الرياض، وأهل القصيم يعرفون ما هم في قلبي ولي معهم كلام خاص، لكنني الآن في الرياض، والقصيدة بعنوان (نجد الإباء ومهد البطولات) نجد الهدى والفجر يا أرض الحمى المجد فوق بساط سهوتك ارتمى قيس وليلى والكميت وجرول ودموع عشاق الفضيلة قد همى وهنا خيام الحب كل مفازة ملأى من الوصل المعطر واللمى صهوات خيل بني تميم أسرجت وسيوف وائل ضرجت منها الدماء وسل الخزامى في الدجى يروي الهوى غضاً ويلعب في العشية بالدمى هذي الجماجم كل جمجمة لها عهد من التاريخ ألا تحجما صلت على شفتيك يا نجد الحمى قبلات من زار الحطيم وزمزما وسقاك يا نجد الأبوة وابل بالحب يدلف بالحياة غطمطما ألقيت رحلي والعصا ووسادتي ووضعت رأسي فوق أرضك منعما ونثرت أحلام الشباب طرية في وجنتيك وقد نسيت المأتما وأتيت يا نجد الإباء مشاعري تمتاح منك وذا يراعي مفعما قد جئت والهمم الكبار رواحلي عاهدتها بالأمس أن تتقدما شيخي رسول الله أروي نهجه أحسو الهدى منه وأدني الأنجما أجد المتاعب في هواه لذيذة وكذاك يفعل من يعيش متيما من لم تلده أمة وشريعة غراء تبت فلتذقها علقما الأزد أنصار الرسول جدودنا هل أبصرت عيناك فينا مأثما؟ هم أهل بدر والمشاهد كلها لله كم من باسل قد أضرما تلك المكارم لا مساعي تائه يتجرع الصهبا ويهوى الدرهما يا نجد عندي ألف قافية همت في كل بيت ألف معنى قد هما من نجد تبدأ قصة الحق الذي هو حبل من عرف الطريق وألهما ولنجد في ذرات جسمي منزل يا نجد حبك في السويدا خيما علماؤها خطباؤها طلابها كم من كريم عاش فيهم ملهما أحببتكم في الله والله الذي شق القلوب لمن أراد وأنعما لو أن دمعي جدول وزعته أو أن عمري يستطاع لقسما شُم الأنوف كريمة أخلاقهم لا يسلمون الضيف حتى يكرما وأشد من ينهى الغوي عن الردى من طاش بغياً وشحوه الميسما يتهافت الدجال عند ظهوره من زحفهم حتى يعود محطما فاخر بهم من شئت أو ظاهر بهم فهم الشموس بنورهم يجلى العمى وصل الرياض مع القصيم بقبلة عانق بها جيل الهدى متبسما قد جئت من أبها وكل حديقة غرثى وكل خميلة ماتت ظما فركبت راحلة القبول مشرقاً ومغرباً والأرض حيت والسما والكون مدرستي وربي حافظي والشرع تاجي والهوية مسلما أما أهل القصيم فلهم يومٌ خالد من أيام الله سوف أدخره ليوم من الدهر، وأتيت أخبركم بما فعل أهل الرياض معي لئلا أكون جاحداً منكراً للجميل، لأقول للمحسن أحسنت، فقد أحسنوا كل الإحسان، وأحسنتم أنتم قبل وبعد أثابكم الله على هذا الحفل، وعلى هذا القيام لله، بما يرضى عنه سبحانه وتعالى، وأثاب علماءكم، ودعاتكم، وخطباءكم وحضوركم أجمل ثواب.

{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحمد لله رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات:181-182] وفي الحقيقة عندي قصيدة هنا بعنوان (أرض القداسات في القصيم) ولكني تذكرت هذه وقد سايرني بقصيدة أخرى الدكتور عبد الرحمن العشماوي عسى الله أن يحفظه ويسدده ويتولانا وإياه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.

المقدم: جزى الله الشيخ عائض خير الجزاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015