وفي المجتمع الإسلامي الأول في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هناك أرباب المزارع والأعمال، وكان هناك من يأجرون على أمور محددة لقاء أجر معلوم، فضلاً عن العبيد والأرقاء الذين قلما يخلو منهم بيت أو منزل، فكيف ترى الحال في ذلك المجتمع؟ وبدون أن أسترسل سوف أقرأ عليك مجرد نماذج من ذلك الحديث، في باب صحبة المماليك من كتاب الإيمان والنذور في صحيح مسلم تقرأ الأحاديث التالية: 1- عن ابن عمر رضى الله عنه وقد أعتق مملوكاً، فأخذ من الأرض عوداً أو شيئاً فقال ما فيه من الأجر ما يساوي هذا، إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من لطم مملوكاً أو ضربه فكفارته أن يعتقه} 2- وعن ابن عمر أيضاً: [[أنه دعا بغلام له؛ فرأى بظهره أثراً- أي أن ابن عمر ضربه رضى الله عنه فرأى بظهر الغلام أثراً -فقال له أوجعتك قال: لا، قال: فأنت عتيق]] .
3- عن معاوية بن سويد قال: لطمت مولى لي فهربت، ثم جئت قبيل الظهر فصليت مع أبي فدعاه ودعاني -محكمة- ثم قال امتثل منه، قال: فعفى -خذ حقك، قال سامحتك، ثم قال له أبوه له يعلمه، قال: كنا بني مقرنٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة ليس لنا إلا خادمة واحدة فلطمها أحدنا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {أعتقوها، قالوا: يا رسول الله! ليس لهم مملوك ولا خادم غيرها، قال: فليستخدموها، فإذا استغنوا عنها فليخلوا سبيلها} .
4- عن أبي مسعود رضى الله عنه قال: {كنت أضرب غلاماً لي بالسوط، فسمعت صوتاً من خلفي: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، قال: فلم أفهم الصوت من شدة الغضب، قال: فلما دنى مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود، فألقيت السوط من يدي، وفي رواية أخرى في صحيح مسلم قال: فسقط السوط من يدي من هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام، قال: فقلت: والله لا أضرب مملوكاً بعده أبداً، وفي رواية أخرى في صحيح مسلم قلت: يا رسول الله! هو حر لوجه الله -قال عليه السلام: أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار} .
5- عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قذف مملوكه بالزنا؛ يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال} إذاً كل حق لا يؤخذ منك في هذه الدنيا يستوفى منك في الآخرة.
6- عن المعرور بن سويد قال: {مررت بـ أبي ذر بالربذة وعليه بردٌ وعلى غلامه مثله، فقلت: يا أبا ذر لو جمعت بينهما فكانت حلة عليك -لو لبستهما معاً لكانت حلة، إزار ورداء- فقال أبو ذر رضي الله عنه: إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمه أعجمية، فعيَّرتُه بأمه، فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا ذر! إنك امرؤ فيك جاهلية، قلت: يا رسول الله! من سب الرجال سبوا أباه وسبوا أمه، قال: إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم جعلهم الله تعالى تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم؛ فإن كلفتموهم فأعينوهم} .
7- عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه ثم جاءه به، وقد ولي حره ودخانه فليقعده معه فليأكل، فإن كان الطعام مشفوهاً -أي قليلاً- فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين} يعني: لقمة أو لقمتين.