الحصار الإعلامي

الأسلوب الخامس: هو أسلوب الحصار الإعلامي.

ففي الوقت الذي يُجند الإعلام فيه لضرب الدعاة، والنيل منهم، وسبهم والتشهير بهم، فإن دعاة الإسلام لا يمكنون من الدفاع عن أنفسهم، بل إنه يستكثر عليهم زاويته.

بل إنني أقول بصراحة: حتى مجرد ذكر اسم بعض العلماء وبعض الدعاة، ممنوع في الإعلام في أكثر من دولة، مجرد ذكر اسمه، اللهم إلا أن يذكر اسمه لسبه وعيبه وشتمه وتنقصه واتهامه؛ فهذا لا بأس به، وكذلك الحال في الكتب، إنني أضرب لك مثلاً: كتابان يتعلقان بشخص: أحدهما فسح له؛ لأنه يَنال منه ويَرد عليه، أما الآخر فإنه لم يفسح له، على رغم أنه كتاب لا يمت إلى الواقع بصلة، وليس فيه إلا قال الله قال رسوله، وقال أهل العلم، وفيه تقريض لأحد كبار الأئمة والعلماء في منطقة الخليج، وبالذات في هذه البلاد في المملكة وفيه هذه الأمور، ومع ذلك فإن هذا الكتاب لم يفسحَ له؛ لمجرد وجود ذلك الاسم على غلافه.

ومثله أيضاً: حرب الشريط الإسلامي، والحيلولة بينه وبين الناس؛ أن يسمعوه أو يشتروه أو يتبادلوه، وما زالت القضية حتى اليوم حيلولة بين الناس وبين عددٍ من طلبة العلم والدعاة، لا يستمعون إليهم، ولا تصل إليهم دروسهم ولا محاضراتهم ولا أشرطتهم، على رغم أننا نجد أن هناك ترويجاً في الأشرطة الغنائية -حتى في الصحف- وإعلاناً عنها، وجوائز لمن يشتريها، ونجد هناك إغراءً للمغنين والمغنيات المحليين بالانتشار، ونجد هناك ترويجاً للمسلسلات المحلية، وإظهاراً للفتيات السعوديات على شاشة التلفاز، إلى غير ذلك من الوسائل، هذا نموذج محلي، وهناك نماذج أخرى في جميع البلاد -ولا أستثني- تنصب في الحصار الإعلامي على صوت الحق، وصوت الوضوح والصراحة، ومحاولة الترويج والتشهير للأصوات الأخرى المغرضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015