عدم ثبوت الحكم الشرعي بالرؤيا

الرؤيا لا يثبت بها الشرع، وهذه قضية مهمة جداً، فلو أن إنساناً رأى شيئاً في المنام يقول له: فلان عالم فاسأله عن دينك، أو فلان سارق أو زان؛ فأقم الحد عليه فإنه لا عبرة بهذه الرؤيا ولا يلتفت إليها.

ومن طريف ما يذكر أن شريك بن عبد الله القاضي دخل على المهدي أحد الخلفاء، فلما دخل عليه قال المهدي وقد غضب واشتد غضبه: علي بالسيف والنطع، قال: وما تصنع به يا أمير المؤمنين؟ قال: أقتلك! قال: ولمَ؟ قال: إني رأيت في المنام أنك تطأ على بساطي وأنت معرض عني، فسألت أهل التعبير عن ذلك، فقالوا: إنه يظهر لك الموافقة والود، ويبطن لك المخالفة والبغض، فقال شريك بن عبد الله وكان حكيماً: ما أنت بإبراهيم، حتى تكون رؤياك كرؤياه، ولا معبرك بيوسف حتى يكون تعبيره كتعبير يوسف، أفبرؤيا كاذبة تستحل دماء المؤمنين؟! فخجل المهدي وسكت، وخرج هذا الرجل من مجلسه، ثم أعرض عنه بعد ذلك.

وهكذا أنجى الله هذا الرجل بسبب حكمته، وبسبب معرفته أن الرؤيا لا يثبت بها حكم شرعي، ولا تستحل بها دماء ولا أموال ولا أعراض، ولا يثبت بها حلال ولاحرام ولا يلتفت إليها.

ولذلك أؤكد التحذير من بعض المرائي التي تنتشر في بعض الناس، مثل رؤيا أن الساعة تقوم قريباً، والعلامة على ذلك: افتحي أي مصحف تجدي فيه ورقة ممسوحة أو تجدي فيها شعرة، وقد شاعت هذه في أوساط الطالبات، وكذلك اكتبي هذه الورقة ثلاث عشرة مرة ووزعيها، وإلا فسوف تفقدين شيئاً عزيزاً عليك، فهذه من الأكاذيب والخرافات التي لا تنتشر إلا عند ضعفاء العقول وضعفاء العلم والإيمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015