لا بد أن يتحرى الإنسان على أن تكون رؤياه صادقة، ومن ذلك: 1- أن يحرص أن يكون صادقاً في حديثه، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً} وهو من حديث أبي هريرة، فكلما كان الإنسان حريصاً على تحري الصدق والبعد عن الكذب أو المبالغة أو التهويل فيما يقول؛ كان هذا أدعى إلى أن يرى في المنام الصدق، وكلما كان الإنسان متوسعاً في الروايات والأخبار وربما مختلقاً للأكاذيب؛ فإنه يكون أبعد عن الصدق في رؤياه.
2- أن ينام الإنسان على السنة: كأن ينام على جنبه الأيمن متطهراً، ويقرأ الأذكار الواردة والإخلاص والمعوذتين ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسمه، وكذلك يقرأ الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم: {باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ عبادك الصالحين، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم وجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وأسلمت نفسي إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت} كما في صحيح البخاري عن البراء، وغيره من الأذكار الواردة، ثم يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر حتى تغلبه عينه، فإن هذا من الأسباب التي تجعل الإنسان لا يرى في منامه -إن شاء الله- إلا المرائي الحسنة.
3- اعتدال الإنسان فلا يكون نام على جوع أو شبع أو عطش شديد أو هم شديد، أو ما أشبه ذلك، بل يكون معتدل المزاج خالياً من أسباب الرؤيا الصالحة، كما أسلفت في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، إذا تقارب الزمان فقيل: إذا اعتدل الليل والنهار، وقيل: قبيل قيام الساعة، وهو الأرجح.
4- التواطؤ عليها، أي: أن يراها أكثر من إنسان، وهذا حدث كليلة القدر -كما سبق الإشارة إليه- وقال صلى الله عليه وسلم: {أرى رؤياكم قد تواطأت} .
كذلك كما حدث في رؤيا الأذان، فقد رآها عبد الله بن زيد بن عبد ربه: {رأى الرجل الذي معه ناقوس يحمله قال: تبيعه؟ قال: ما تصنع به؟ قال: ننادي به للصلاة، قال: ألا أدلك على ماهو خير لك من ذلك؟ قال: بلى، قال: تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ثم ذكر الأذان، ثم استأخر قليلاً، ثم قال: والإقامة أن تقول: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله ثم ذكر الإقامة، فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنها لرؤيا حق فألقها على بلال فإنه أندى منك صوتاً، فلما سمعها عمر في بيته خرج يجر إزاره، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: والله يا رسول الله! لقد رأيت الذي رأى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله} حَمِدَ الله على تواطؤ رؤيا أصحابه، وأن هذا مما يؤكد صدق هذه الرؤيا.