آداب الرؤيا

أولاً: أن يبتعد الإنسان عن الكذب في رؤياه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس الذي عند البخاري {من تحلم -ادعى في منامه شيئاً لم يره- كُلِّفَ يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين وليس بفاعل} .

وكذلك رواه الترمذي من حديث علي وسنده حسن: {من تحلم وادعى رؤيا وهو فيها كاذب، كُلِّف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين، وهو لا يستطيع أن يفعل ذلك} .

ومثله في التحذير من ذلك، ما رواه البخاري عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {إن من أفرى الفري -أي من أكذب الكذب- أن يُري الرجل عينيه ما لم تريا} .

فمن الخطورة أن يكذب الإنسان في رؤياه، وهذا بعض الناس يتساهل فيه، والكذب في الرؤيا كالكذب في اليقظة، الكذب في الرؤيا أقل ما يقال فيه: إنه كالكذب في اليقظة، بل قال بعضهم: إنه أشد من ذلك.

ثانياً: على الإنسان إذا رأى رؤيا صالحة فيها خير؛ أن يحمد الله تعالى، فيقول: الحمد لله، ويستبشر ويفرح بهذه الرؤيا، ويحدث بها من يحب، كما ورد ذلك في حديث أبي سعيد في صحيح البخاري: {فليحمد الله وليحدث بها} وورد من حديث أبي قتادة: {لا يقصها إلا على وادٍّ -محب- أو ناصح أو عالم} .

ثالثاً: إذا رأى رؤيا مكروهة؛ فهذه فيها الأدب منها أن يتعوذ من شرها ومن شر الشيطان، ويتفل عن يساره ثلاث مرات، فإن الشيطان يخنس ويبتعد حينئذٍ عن هذا الإنسان، فلا يسيء إليه، وكذلك لا يذكرها لأحد قط، لا محب ولا غيره، لا قريب ولابعيد، فقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث جابر عن أن يخبر الإنسان بتلعب الشيطان به في المنام: {لما أتاه الأعرابي فقال: يا رسول الله! رأيت في المنام أن رأسي قطع، فهو يتدهد أمامي وأنا ألحق به، فتبسم الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنكر على هذا الأعرابي، ثم صعد المنبر فقال: لا يخبر أحدكم بتلعب الشيطان به في المنام} فلا ينبغي للإنسان أن يذكر الرؤيا السيئة لأحد؛ لئلا يشمت به عدو أو يؤولها أحد، فيكون هذا التأويل هماً في قلب الإنسان، وقد يكون سبباً في وقوعه في بعض ما دلت عليه الرؤيا.

رابعاً: من أدب من رأى رؤيا لا تسره أن يقوم ويصلي، فقد ورد هذا من حديث أبي هريرة في صحيح مسلم.

خامساً: من الأدب أن يتحول عن شقه الذي كان نائماً عليه، تفاؤلاً لتحول حاله من سيء إلى حسن، وقد ورد هذا في حديث جابر الذي رواه مسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015