الشيء الثاني: قضية حفاظ نخوة العروبة على العرض، العربي الجاهل الذي كان يقاتل من أجل حماية عرضه: أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال فمع الأسف الشديد أن كثيراً ممن ينتسبون للإسلام قد فقدوا غيرة الإسلام كما فقدوا نخوة العروبة، وهذا مخطط غربي، فالغرب لا يؤلمهم شيء مثلما يؤلمهم طهارتنا، لا يزعجهم شيء كما يزعجهم الشاب الذي يذهب ويدرس هناك، ويرون أنه محافظ وبعيد عنهم، فهذا يزعجهم.
ولذلك يقول واحد: إن هناك دراسة قامت بها امرأة خبيرة اجتماعية، جاءت إلى بعض المناطق هنا في الجزيرة، وكان هدفها أن تجري تحقيقات وتحريات ودراسات في مجال النساء، فكانت كلما لقيت امرأة بحكم أن معها دراسات وتقارير واستبانات وأمور، كلما لقيت امرأة كانت تحاول أن تعرف هل هي بكر، أم غير بكر، من غير المتزوجات، فاكتشفت أن جميع النساء اللاتي التقت بهن أبكار من غير المتزوجات، فكانت منزعجة إلى أبعد الحدود، وأنه هل من المعقول أن كل فتاة غير متزوجة في هذا المجتمع بكر؟ فهذا الأمر كان مزعجاً لها، وكانت نتيجة خطيرة بالقياس إليها، في نظر الغرب وهم على النقيض من هذا تماماً، لا يمكن أن تتزوج الفتاة وهي بكر، فيشعرون مثلما يشعر الإنسان الذي رأى الناس على صواب وهو على خطأ، فحاول أن يجر الناس إلى الخطأ الذي وقع فيه، وتعرفون قصة اللص الذي علّم الشرطة بيته في الليل حتى يهتدوا إليه في الصباح، فلما رأى أن بيته معلّم باللون الأحمر، ذهب وعلّم بيوت الناس كلها، حتى إذا جاءت الشرطة لم يدروا أين بيت السارق، لأن كل الأبواب أصبحت حمراء، فكذلك الحال مع هؤلاء، فهم يريدون أن تكون القضية متاحة مباحة للجميع.