انعدام كلمة العرض من اللغة الإنجليزية

لكن اليوم انظر الله المستعان! أصبحنا نتعرض لمحاولة تربيتنا على الدياثة رجالاً ونساءً بكافة الوسائل، وهذا أثر من آثار هيمنة الحضارة الغربية، أنتم تدرون أن كلمة العرض هذه غير موجودة في لغتهم، ليس هناك كلمة أخرى تقابلها عندهم، ليس لها مقابل، لأنه -أصلاً- ليس عندهم شيء يقابل اسم العرض، ليس هذا موجوداً عندهم.

ومن الطرائف: أننا كنا نسمع أمهاتنا وجداتنا منذ زمن بعيد، إذا أحد الأطفال بال على ثيابه وهو صغير -أكرمكم الله- تدعو عليه أمه، ومن ضمن الدعوات التي -أحياناً- نسمعها، أن الأم تقول لولدها: أعطاك الفرنج، ما هو الفرنج هذا؟ يقول بعض الخبراء: إن الفرنج هو مرض جنسي، من جنس الزهري أو السيلان أو غيرها من الأمراض الجنسية، وأن العرب إنما عرفوه عن طريق الإفرنج، لما جاءوا غزاة محتلين وغير ذلك لبلاد المسلمين، فلذلك ارتبط المرض هذا في أذهان العوام رجالاً ونساءً، ارتبط بالإفرنج الذين كانوا هم السبب في مجيئه، ولأنه مرض يتعلق بالأعضاء التناسلية، تدعو الأم على ولدها إذا خالف أمرها أمرها بهذا المرض.

إذاً: هم لهم تاريخ أسود في هذه المجالات، فلا غرابة، لكن الغرابة منا نحن، الذين يفترض أننا ورثنا حفاظ الإسلام على الأعراض، حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام مرة من المرات قال لـ عمر -والحديث في صحيح البخاري- قال: {إنني دخلت الجنة فرأيت قصراً، ووجدت إلى جواره امرأة تتوضأ -هذا الرسول عليه الصلاة والسلام، وأين؟ في الجنة - دخلت الجنة فرأيت قصراً، وإلى جواره امرأة تتوضأ، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لـ عمر، فذكرت غيرتك فأعرضت، فبكى عمر، وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟!} أي: هل أغار منك! يا رسول الله؟! والرسول نفسه عليه الصلاة السلام في مرة من المرات: {جاء من المقبرة وقد دفن ميتاً، فوجد ابنته فاطمة دخلت البيت، فاطمة الطاهرة المطهرة زوج علي بن أبي طالب، وبنت محمد عليه الصلاة والسلام، وسيدة من سيدات نساء الجنة ونساء العالمين، ومع ذلك يسألها: من أين أتيت؟ قالت: يا رسول الله أتيت من عند أهل هذا الميت أعزيهم بميتهم.

فقال: لعلك وصلت معهم إلى الكدى؟ -وهو مكان قريب من المقبرة- قالت: لا يا رسول الله! معاذ الله أن أصل إلى هناك وأنا سمعتك تقول ما تقول.

فقال: أما لو بلغت معهم الكدى ما دخلت الجنة، أو ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك} فحفاظ الإسلام على الأعراض يفترض أننا ورثناه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015