إنه خطر جدير بأن نحاربه، وأقول: ونحاربه بوسائل منها: أولاً: الحث والحرص على مخاطبة المسئولين بمنع مثل هذه الأشياء، منع استيرادها، ومنع تصنيعها، ومنع تركيبها، سواءً في البيوت، أو في المحلات العامة كالفنادق والمستشفيات، إن أخشى ما أخشاه أن يتحول هذا الأمر إلى تنافس محموم في الفنادق وفي الشقق المفروشة وفي المستشفيات، فيصبح صاحب الفندق يركب مثل هذه الهوائيات، حتى يجر إليه الزبائن وقد حدثني بعض الشباب أنه في بلدٍ من المناطق المباركة المقدسة في هذه البلاد قد ركب أريال أو دش يستقبل قنوات كثيرة قريباً من أحد المنتزهات فصار الناس يأتون إلى هذا المنتزه زرافات ومجموعات كبيرة؛ لأنهم يمكن أن يلتقطوا بعض القنوات عن طريقه.
فلابد من مخاطبة ومناصحة ومطالبة من يملكون القرار بأن يقفوا ضد هذا الخطر الداهم، ويمنعوا مثل هذه الأشياء لا دخولاً ولا بيعاً، ولا تصنيعاً ولا تركيباً، لا في البيوت، ولا في المحالات والأماكن العامة كالفنادق والمستشفيات والجامعات وغيرها.
ثانياً: وهذا أمرٌ أرى أنه في غاية الخطورة: أنه بد من التوعية فهب أنه لا يستجاب لك، أو أن هذا الأمر أقر وبقي وأصبح واقعاً مفروضاً لا يملك أحدٌ أمامه شيئاً، أمامنا وسيلة كبيرة وهي مخاطبة عواطف المسلمين، وعقولهم وتوعيتهم، فينبغي أن يكون للخطيب دور، وللمتحدث دور، وللأستاذ في المدرسة دور، وللإنسان داخل أسرته دور، وفي حيه دور، وفي المسجد دور، ومع قرابته دور، ينبغي أن تكثر الكتب والرسائل والنشرات، التي تحذر المسلمين من هذا الخطر، وتكشف لهم عن حجم الغزو الصليبي الداهم الذي يهدد بيوتهم وعقولهم وأديانهم وأخلاقهم، وإذا فقد المسلم عقيدته فموته خيرٌ له من الحياة، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة:191] فأن يبقى المسلم حياً وهو وقد مسخ دينه ومسخت أخلاقه ومسخت عقيدته؛ فإنه لا خير فيه حينئذٍ لا دنيا ولا آخرة، ولكن أن يموت المسلم دون دينه فمآله إن شاء الله تعالى إلى جناتٍ ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فتخريب عقول المسلمين وأديانهم وأخلاقهم هو أخطر بكثير من قتلهم، بل أخطر بكثير من إبادتهم ومن انتهاك أعراضهم، فلنتفطن وننتبه جيداً.