الفقرة الأخيرة: ماذا تعني البوسنة للمسلمين في رأي أهلها؟ يقول الدكتور عرفان سكرتير حزب العمل الذي يرأسه الرئيس علي عزت -قابلناه هناك- يقول: على المسلمين أن يعرفوا جيداً أهمية بقاء البوسنة وقيامها، وأثر ذلك على انتشار المسلمين في أوروبا فهي رأس الحربة في الإسلام في أوروبا مع مراعاة أن الأوروبي بطبيعته يمكن أن يتقبل الإسلام ويدخل فيه إذا كان من يدعوه أوروبياً أكثر ممن لو كان من غير الأوروبيين، انتهى كلامه.
وهذا الكلام جيد من حيث الجملة، وقد صرح الرئيس الفرنسي بأنه لن يسمح بقيام دولة أصولية في أوروبا وهذا ما يفسر عدم الضغط على صربيا كما حدث مع بعض الدول التي للغرب مصالح في بقائها، ومن هذا أقول: إن وجود دولة إسلامية في أوروبا سيكون فاتحة خير على المسلمين، وطريقاً قريباً لدعوة الناس هناك.
وأختم كلامي ببعض الأخبار التي وصلت من هناك، أقرأ الخبر الأول: وهو من أخبار يوم الجمعة، ثم أقرأ الخبر الذي وصل اليوم.
من الأخبار في مدينة فوجا والقرى المجاورة كما أفادت الأنباء التي وصلت إلى المركز: قتل عشرات المسلمين في المذابح الجديدة التي ارتكبها الصرب ضد المدنيين العزل، وفي مدينة أوجاك قصف الجيش اليوغسلافي المدينة الساعة السادسة والنصف مساءاً بالقنابل التي تزن كل قنبلة منها مائتي كيلو، ولا يعلم عدد القتلى والجرحى والخسائر المادية حتى الآن، في مدينة بنيلوكا أطلق العدو الصربي أمس صاروخا على مسجد فرحات باشا، وهو من المساجد القديمة فأصاب منارته، ويستمر هدم منازل المسلمين ونهب محلاتهم التجارية.
أيضاً من مدينة بنيلوكا المدينة محاصرة ويتعرض سكانها للقهر، والشعب على حافة المجاعة، والقوات الصربية تنهب وتهدم مباني وبيوت المسلمين وخاصة بالقنابل الحارقة، كما أن الحزب الإسلامي في هذه المدينة يطلب من رئاسة الجمهورية أن يوقفوا هذا القهر وهذا التجنيد الإجباري.
في مدينة سراييفو في إحدى القرى القريبة، قامت القوات الصربية بقتل جميع الأسرى من النساء والأطفال، وكذلك في مبنى مدرسة ابتدائية في مدينة دوربانيتيه قام الصرب بذبح جميع الأسرى المسلمين، وكان أغلبهم من النساء والأطفال.
وهذا الخبر وصلنا اليوم قبل صلاة المغرب، أعلن نائب رئيس الأركان في البوسنة بأنه إذا لم يتم إرسال أسلحة قريبة إلى الجيش، فلن يتمكن الجيش البوسنوي من الدفاع عن المنطقة التي تحت سيطرته، ولكن مع ذلك -بحمد الله- فكما أسلفت بالأموال التي قدمت لهم تم بها شراء بعض الأسلحة ووصلت قبل يومين إليهم وصلت البشائر: ففي مدينة يوسنكي بوردو تم تحرير أجزاء المدينة التي كانت تحتلها القوات الصربية، وتم تحطيم دبابتين وقتل مائة وعشرين جندياً من القوات الصربية، وفي مدينة شابلن قامت القوات الصربية بنسف الجسر الذي على نهر المدينة من أجل قطعه بين شطريها، وفي مدينة أوجاك التي ذكرت قبل قليل أنها تضرب بالقنابل التي تزن مائتي كيلو، في هذه المدينة تم تحرير ضواحي المدينة وما حولها من القوات الصربية، وأسر حوالي ألفين من القوات الصربية، والاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة، وفي مدينة سيريرفستا تم تحرير المدينة جميعها من قوات العدو، وتم أسر ثلاثمائة واثنين وخمسين صربياً، والاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ.