الجانب الاقتصادي

قال الدكتور: صالح بن محمد السلطان حفظه الله: بعد ذلك أنتقل لأتحدث عن الناحية الاقتصادية وأحوال المسلمين هناك: فالمسلمون يمرون بحالة اقتصادية سيئة وتسوء الأحوال يوماً بعد يوم، والأغذية تكاد تنفد، وساعد على سوء هذه الأحوال ما تقدم ذكره من نهب الصرب للحوانيت والمنازل، ومما زاد في ذلك أن الصرب شددوا القبضة على الجمهورية، فلا يمكن أن تدخلها الأغذية إلا في عسر شديد وبمجازفة كثير من البوسنيين عبر طرق جبلية شاقة ووعرة وفي الليل، وحينما كنا هناك اتصل بعض الإخوان من اليوغسلاف الذين درسوا في جامعة الإمام بأقاربه في سراييفو فرد عليه طفل صغير -وذلك بعد أن عادت الاتصالات يوم الجمعة- فسأله عن الأحوال فقال يا عم إنني الآن آكل الحب اليابس لا أجد ما آكل شيئاً، ومع صعوبة إدخال المواد الغذائية إلى تلك البلاد فإنها قليلة جداً، وقد قمنا بزيارة للمستودعات التي تجمع فيها الأغذية عن طريق هيئة الإغاثة، وكذلك بنك التنمية الإسلامي، ولجنة المرحمة البوسنوية وهي لجنة تجمع التبرعات من العمال البسنوييين في ألمانيا فوجدنا أن الطعام -وهذا الطعام خاص بالمسلمين في داخل البوسنة- وجدنا أن هذا الطعام لا يزيد على حمولة عشر شاحنات، مع أن الناس هناك في الداخل في غاية الضيق والجوع.

أما الأدوية فلا تزيد على الثلاثين أو العشرين كرتوناً.

أما الحليب فقد لا أبالغ إذا قلت: إنه لا يزيد على أربعين كرتوناً، الحليب الذي سيدخل إلى أطفال اللاجئين هناك، الذين يزيدون على ثلاث مائة ألف، وأثناء تفقدنا لهذه المستودعات وصلت شاحنتان من ألمانيا تحملان الأغذية، وكان في انتظارهما بعض الشاحنات قدم بها المتطوعون من البوسنة فشحنوها مباشرة، وذهبوا بها إلى داخل البوسنة عبر هذه الطرق الوعرة وبعضها لا يمكن أن تصل، ثم توقف وتدخل في داخل الغابات، ثم يبدأ الرجال بنقلها على ظهورهم عبر هذه الطرق الجبلية الشاقة، والحق أن الإخوة من منسوبي هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية هناك يقومون بجهود كبيرة يشكرون عليها، ويشرف على ذلك الأخ الفاضل الدكتور عبد الله العبدان الذي حضر شخصياً لمتابعة الأعمال هناك والإشراف عليها.

أقول: وبحمد الله فرغم ما يحصل للمسلمين هناك من الجوع والفقر والمعاناة، إلا أن معنويات المسلمين هناك مرتفعة بحمد الله، وكل ما يحتاجونه هو المال الذي يشترون به السلاح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015