نقص السلاح

ومن المشاهد التي رأينا، أنّا كنا في المركز الإسلامي في زغراد فجاء أحد الجنود القواد والشجاعة ظاهرة في محياه، ولو هز سارية لهزها من شجاعته وقوته، لكنه عاجز عن الكلام ويفرك إحدى يديه بالأخرى، فاستوقفناه وسألناه فعجز أن يتكلم، ثم قال: -ومعنا المترجم- قدمت لتوي والناس في بلدنا يذبحون كما تذبح الأنعام، وهو يفرك يديه إحداهما بالأخرى ويقول: نريد السلاح نريد السلاح، إنهم جبناء لا يمكن أن يقفوا في وجوهنا، لكن ينقصنا السلاح، ثم يشيح بوجهه عنا وتذرف الدموع من عينيه، ورأيت بجانبه شاباً صغيراً يبلغ الثالثة أو الرابعة عشرة، وقد لبس بدلة عسكرية وظهر على عقله شيء من الخفة، فسألنا عن حاله، فقالوا: لقد أمسك به الصرب عند منزله مع أخيه الذي يبلغ الثامنة عشرة من عمره، فشنقوا أخاه وهو ينظر، فهرب هذا الصغير فأطلقوا عليه النار فأصابوه في قدمه، لكنه -بحمد الله- تمكن من الهرب، فتلقفه بعض المسلمين وحمله إلى كرواتيا ومكث أسابيع يعالج ومنذ شفائه وهو يلبس هذه البدلة، ويقول: لن أخلعها إلا في سراييفو.

هذه بعض المشاهد التي رأيتها بعيني أنا والإخوان الذين كانوا معي.

وهناك مشاهد رأيناها حية على الهواء، ومشاهد رأيناها وكلها حدثت بعد يوم الثلاثاء الماضي، فيوم السبت الماضي رأينا في التليفزيون في الصورة على الهواء جندياً صربيا يستوقف مسلماً، ثم يقول له: أنت تقاتل الصرب ثم يطلق النار على رأسه، فتمر امرأة فيطلق النار على وجهها، فيرديها قتيلة وتنزف الدماء من فمها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015