Q نريد وصية تنصح بها الحضور لنتفع بها إن شاء الله، وما هو الجدول اليومي للمسلم؟
صلى الله عليه وسلم أما النصيحة: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية، فهذه كلمة قصيرة تغني عن غيرها.
أما الجدول اليومي، فلا أرى من الضروري أن المسلم يجعل له جدولاً يومياً؛ لأن الإنسان بشر وليس آلة، فلا يستطيع أن يجعل لنفسه جدولاً مبرمجاً بالدقيقة؛ لأنه مرتبط بآخرين وبظروف وبأشياء كثيرة، فتؤثر في وقته، لكن الشيء الذي أقترحه عليكم كبديلٍ عن الجدول اليومي: أن يرسم الإنسان لنفسه أهدافاً متنوعة، مثلاً خلال هذا الأسبوع أرسم لنفسي هدفاً أن أنهي قراءة هذا الكتاب، وأحدد لنفسي كتاباً مناسباً أعرف أنه يتناسب مع وقت فراغي، فأعمل خلال هذا الأسبوع على أن أختم هذا الكتاب، قد أجلس يوماً كاملاً للقراءة، وفي آخر ربما لا أجد ولا ساعة للقراءة، فعندي مجال للتحرك ومرونة، المهم أن لا يضيع وقتي، فالمهم ليس رسم الجدول، كما لو كان الإنسان في مخيم مثلاً، المهم هو ضبط الوقت.
فالذي أنصح به الإخوة لضبط أوقاتهم، أن يرسموا لأنفسهم أهدافاً محددة، وأن يقووا في قلوبهم الاستشعار بقيمة الوقت وأهميته، فالأمر كما قال الله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [فاطر:37] فهذا العمر هو الذي بمقتضاه تحاسب وتعذب أو تنعم، ويقول شيخ الإسلام الهروي: إن الوقت سريع التقضي، أبي التأتي، بطيء الرجوع.
فسرعان ما يضيع الوقت، ولذلك كثيراً ما نجلس جلسة طويلة، وخاصةً حين نكون مطمئنين، فإذا نظر الإنسان إلى الساعة قال: سبحان الله! كيف وصل الوقت إلى هذا الأمر.
فهو سريع التقضي، بطيء التأتي أبي الرجوع، فإذا مضى الوقت لا يمكن أن يعيده الإنسان بحالٍ من الأحوال ما مضى فات والمؤمل غيبٌ ولك الساعة التي أنت فيها والحمد لله رب العالمين.