شواهد التاريخ

أما شواهد التاريخ فكثيرة.

أولاً: البيت العتيق، قال الله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج:29] قال جماعة من المفسرين: إنما سمي بالبيت العتيق؛ لأنه لم يظهر عليه جبار قط، ولا يزال محفوظاً بحفظ الله تعالى من تسلط الطغاة والكفار والمفسدين عليه.

ثانياً: ما ذكر الله عزوجل في سورة الفيل، لما جاء أبرهة بجيشه لهدم الكعبة، فسلط الله عليهم الطير الأبابيل، وأنزل في ذلك قرآناً يتلى، يمتن به على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أهل بيته فقال: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:1-5] .

ثالثاً: إن هذا البيت من لدن أول الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهو يُحج ويُعتمر، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين، عن ابن عباس رضي الله عنه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بواد بين مكة والمدينة فقال: أي واد هذا؟ قالوا: هذا وادي الأزرق.

قال: كأني بموسى هابطاً من هذه الثنية، له جؤار إلى الله تعالى بالتلبية -إذاً البيت مزار الأنبياء- ثم مر بثنية أخرى ثنية هرشة، قال: أي ثنية هذه؟ قالوا: هذهثنية هرشة.

قال: كأني بيونس بن متى عليه جبة من صوف، راكباً على ناقته له جؤار إلى الله تعالى بالتلبية} فالبيت مزار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

أيها الإخوة، هذه الجزيرة لم تذعن يوماً من الأيام -مثلاًَ- لتسلط أهل بدعة من البدع، لم يحكمها الرافضة يوماً من الأيام -مثلاًَ- ولا حكمها القرامطة، ولا حكمها الخوارج، ولا حكمتها أي نحلة أو ملة ضالة مضلة، فهذا تعبير عن بقائها للإسلام، وإنما قد يتسلطون على بقعة من بقاعها في وقت محدود، في مكان محدود وزمان محدود، ثم يبعدهم الله تعالى عنها على أيدي المؤمنين الصادقين.

وأمثلة ذلك كثيرة، وما أخبار القرامطة عنا ببعيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015