احتواؤها على ثروة طائلة

ميزة ثالثة: تتميز هذه الجزيرة في موقعها وأرضها وهوائها وصحرائها وذلك يتعلق أيضاً بجوها وتربتها وصحرائها: إن الله عز وجل جعل فيها خزائن الأرض، ولذلك جاء في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي} هكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم، ولاحظ التعبير: {مفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يدي} .

يقول أبو هريرة رضي الله عنه: [[فقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم تنتثلونها]] أي تستخرجونها.

وكان الناس في يوم من الأيام يحسبون خزائن الأرض هي الذهب والفضة فقط، لا يعرفون غيرها، أما اليوم فقد علمت الدنيا كلها أن هناك في باطن هذه الأرض، خاصة أرض الجزيرة، أنها كما يقولون: خزان يعوم على بحر من النفط.

هذا النفط الذي هو من أعظم خزائن الأرض، وأعظم ثرواته وخيراته، حتى إن حضارة الناس اليوم وحياتهم في الشرق والغرب؛ لا يمكن أن تستغني عن هذا النفط بحال من الأحوال، ولو تعطل لتوقف اقتصادهم، وتوقفت صناعاتهم، بل وتوقفت حياتهم، وسياراتهم، وأمورهم، وتدفئتهم، وغذاؤهم، وأكلهم وشربهم، كل أمورهم بنوها على هذا، خاصة في بلاد الشرق والغرب.

إذاً: في هذه الجزيرة هذه الثروة الهائلة العظيمة التي بشر النبي صلى الله عليه وسلم بها وبغيرها، حينما قال: {وبينا أنا نائم إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي} فهذا جزء من خزائن الأرض، أكثر من (70%) من نفط العالم، موجود في هذه الجزيرة وما حولها.

وأما بلاد الدنيا كلها على سعتها أطرافها، فيها قرابة 30% من هذا النفط.

قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص:68] وقد انزعج لذلك وجزع منه أعداء الإسلام من الكفار ومن كافة الأصناف، وتعجبوا كيف يكون في هذه البلاد كل هذه الخيرات؟! كيف تكون بهذا الثراء العظيم؟! يقول تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} [القصص:68-69] .

إنهم يسخرون من هذه الجزيرة ومن أهلها، ويكيدون لهم، ولكن الله عزوجل لهم بالمرصاد قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} [الطارق:15-17] .

إن الأمة الإسلامية يوم أن تستطيع أن تتحكم تحكماً حقيقياً بخيراتها، فهي بلا شك الأمة القادرة على قيادة البشرية، وتزعَّم الإنسانية، ونشر دينها في أرجاء المعمورة من أقصاها إلى أقصاها، وأن تكون هي الأمة القائدة والرائدة العظيمة، التي تذعن لها جميع بلاد الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015