الجزيرة مركز الدنيا

أولاً: الجزيرة وسط في هذه الدنيا كلها، فإننا نحن المسلمين سرنا حتى إذا صرنا في مركز الأرض قعدنا وقلنا هذا موقعنا الذي اختاره الله تعالى لنا جزيرة العرب، ولذلك الدراسات الحديثة اليوم تقول: إن مكة هي مركز الأرض؛ بمعنى أن اليابسة موزعة على مكة بنسب منتظمة متعادلة، فمكة في الوسط، وقد كتب أحد المتخصصين في علم المساحة؛ وهو الدكتور حسين كمال الدين، كتب في مجلة البحوث الإسلامية، التي تصدرها رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء، في العدد الثاني بحثاً طويلاً، أثبت فيه بالأدلة والدراسات والإحصائيات والبحوث؛ أن مكة هي مركز الكرة الأرضية، وهي مركز الدنيا.

ولذلك الفقهاء القدماء -فقهاء الأحناف والشافعية وغيرهم- يذكرون أن هناك يوماً في السنة لا يكون للأشياء فيه ظل بمكة، يوم واحد في السنة كل الأشياء في مكة عند الزوال لا يكون لها ظل، لماذا؟ لأن الشمس تكون عمودية تماماً على مكة، فلا يكون للأشياء ظل، أما في البلاد الأخرى فإنه عند الزوال -وقت زوال الشمس الساعة 12بالتوقيت الزوالي- يكون للأشياء ظل لكنه قليل، أما في مكة، فهناك يوم أو أكثر، لا يكون للأشياء ظل عند الزوال على الإطلاق؛ لأن مكة مركز الأرض، والشمس تكون عليها عمودية تماماً، فلا يكون للأشياء فيها ظل.

وهذه ميزة، ولذلك قال الله عزوجل: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ} [الشورى:7] .

قال بعض أهل العلم: لأن الدنيا كلها حول أم القرى، ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث لينذر الدنيا كلها، لا لينذر الجزيرة العربية فحسب، ولا لينذر العرب فحسب، ولكن لينذر الأمم كلها: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015