وقد روى ابن جرير، والنسائي والحاكم وصححه وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه: {أن أبا سفيان جاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال: يا محمد أنشدك الله والرحم، فقد أكلنا الوبر بالشحم من شدة الجوع، قد قتلت رجالنا بالسيف وقتلت أطفالنا بالجوع والفقر} وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وأسلم ثمامة بن أثال الحنفي وهو سيد بني حنيفة في اليمامة قال ثمامة: [[والله لا يسري إلى مكة حبة حنطة، حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم]] فمنع الميرة عنهم، فكادوا أن يموتوا من شدة الجوع، فجاء أبو سفيان يستغيث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: يا محمد قتلت رجالنا بالسيف، وقتلت أطفالنا بالجوع، فأنشدك الله والرحم إلاَّ فكَّيت هذا الحصار الاقتصادي الذي فرضته علينا.
هذا هو السبب الذي نزلت فيه الآية، وبعد ذلك عادوا إلى ما كانوا فيه من الكفر: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76] وهكذا شأن الكافر حتى يرى العذاب.