مشاريع جهادية

النوع الثالث من المشاريع التي يمكن أن تستثمر في الإجازة: مشاريع جهادية، ولعل أبرز ما يذكر إذا ذكر الجهاد فحي هلا بأفغانستان، وكثير من الشباب -وهذا بادرة في الجملة طيبة- يفكرون كثيراً أن يذهبوا إلى بلاد الأفغان ليتدربوا على السلاح هناك، وليشاركوا في بعض المعارك، ولا شك أن هذا الأمر بغض النظر عن سلبياته، والتي ربما ذكرتها في مناسبات أخرى، إلا أن هذا الأمر له إيجابية لا يمكن إغفالها، وهو أنه يربي في شبابنا روح القوة والفتوة والفروسية والبطولة والرجولة، ونحن أحوج ما نكون إلى شباب من هذا النوع، لسنا بحاجة إلى شاب تربى كما تتربى الشجرة في الظل، إذا حركتها الريح كادت أن تسقط، نحن بحاجة إلى شباب يتربون تحت أزيز المدافع والرصاص، وتحت مخاوف الهجوم صباحاً أو مساء، نحن بحاجة إلى شباب تربوا على شعث الجبال، وفي الخيام، وحمل المدافع، وحمل الرشاشات، وحمل البنادق، وسهر الليالي في التربص والانتظار، نحن بحاجة إلى شباب كهؤلاء.

هؤلاء هم الذين تعتز بهم الأمة، هم الذين تنتصر بهم الأمة، هم الذين تنتظرهم الأمة بفارغ الصبر لينقذوها من الذل والهوان الذي غطى عليها، ولا شك أنه فيما يتعلق بقضية الذهاب إلى أفغانستان لست ممن يقول للشباب هاجروا إلى هناك؛ لكن أقول: الذين يذهبون فمسعاهم حميد، وليس صحيحاً أن نترك الشباب يذهبون إلى بانكوك، أو كازابلانكا، ونبارك خطواتهم في الوقت الذي ننتقد الذين يذهبون إلى جلال أباد وقندهار وكابل، هذا ليس صحيحاً.

وإن كان الشاب يجب أن يفكر تفكيراً عقلياً صحيحاً قبل أن يذهب، ويجب أن يعرف هل ظروفه تناسب أم لا تناسب، هل يسمح والداه بذلك أم لا يسمحا، ولماذا يذهب؟ هل من المصلحة أن يذهب أم لا؟ هذا كله يجب أن يكون.

فأرجو ألا يفهم كلامي على أنني أعطي الشباب الضوء الأخضر وأقول: هاجروا إلى أفغانستان كلا! في الواقع أقول: إن ذهاب الشاب أنا أعتبر أن هذا أمر يستحق الإكبار، لكن التشجيع على الذهاب هذا يحتاج إلى معرفة ظروف كل شاب.

كذلك ما يتعلق بالمشاريع الجهادية التعرف على أحوال المسلمين وخاصة اللاجئين المهاجرين في بلاد كثيرة: ففي باكستان ملايين المهاجرين من الأفغان يعيشون حالة من الفقر والجوع والتشريد يرثى لها، وتنتشر بينهم المؤسسات التنصيرية، لا حرج على الشاب أن يذهب ليلقي نظرة على إخوانه، على الأقل يحزن لهم إذا لم يستطع أن ينفعهم، على الأقل يحزن لحزنهم، أو ينظر إلى أحوال اللاجئين الإريتريين مثلاً في السودان، أو المسلمين المشردين في أي مكان، يلقي نظرة على تلك الأحوال، يعرف جانباً من آلام الأمة الإسلامية وأحزانها، هذه مشاريع جيدة يمكن أن يفكر فيها الشاب إذا كان عازماً ولا بد على أن يسافر إلى بلد ما، فالبديل عن الأسفار المحرمة هي تلك الأسفار التي ينتفع فيها، ويستفيد خيراً منها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015