هناك مشاريع نستطيع أن نطلق عليها أنها مشاريع علاجية، وهي مشاريع تعبد، خاصة ونحن الآن مقبلون على الحج، والحج هو أحد أركان الإسلام كما تعلمون، وفيه من الفضل الشيء العظيم، حتى إن الله عز وجل قال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97] .
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة} وفي فضل الحج أحاديث كثيرة، ليس هذا المجال مجال ذكرها، لكن الحج هو أحد المشاريع التي ينبغي أن يفكر الشاب في قضاء جزء من إجازته فيها، خاصة إذا كان لم يؤد فريضته، فإن كثيراً من أهل العلم يرجحون ويصححون أن من بلغ ذكراً كان أو أنثى فإنه يجب عليه أن يحج، ولا يجوز له أن يؤخر الحج لغير عذر، فمن بلغ من ذكر أو أنثى وهو يجد المال ويستطيع أن يحج؛ فإنه يجب عليه الحج، صح هذا عن جماعة من أهل العلم، ولا يحق لوالديه منعه، وكذلك الزوجة لا يحق لزوجها أن يمنعها، بعض الزوجات تقول: أنا لم أؤد الفريضة، وظروفي مناسبة، وزوجي يمنعني من الحج، لا يجوز له أن يمنعها خاصة إذا وجدت من سيحج بها من أب أو أخ أو محرم.
فالحج هو أحد المشاريع، ومثله العمرة، ومثلهما حفظ القرآن الكريم، فالإجازة فرصة لأن يرتب الشاب وقته أن يحفظ القرآن، أو يحفظ جزءاً من القرآن الكريم، ولو فكر الشاب أنه يحفظ في كل يوم صفحة من القرآن الكريم لحفظ في الأسبوع سبع صفحات، ويحفظ في الشهر ثلاثين صفحة، يحفظ في الإجازة نحو مائة صفحة، معنى ذلك أنه صار يحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم خلال الإجازة الصيفية.
وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها} معنى ذلك أنك خلال ست إجازات ستكون قد حفظت القرآن الكريم كله، وهذا لو لم تستثمر بقية العام، أما لو استفدت من العام كله فخلال سنتين تحفظ القرآن الكريم كاملاً.