مشروع الزواج: النوع الرابع من المشاريع: مشاريع اجتماعية، ولعلنا نبدأ بالزواج، على رأس المشاريع الاجتماعية الزواج، والزواج -أقول للإخوة والأخوات-: ينبغي أن يكون من أكبر الهموم، بالنسبة للشباب ينبغي أن يفكر الشاب بجدية في الزواج، حتى لو كان في ثالث ثانوي أو في أولى كلية، ينبغي أن يفكر في كيفية الزواج، ويعمل على تذليل العقبات، وتهيئة الأسباب.
أحد الصحابة رضوان الله عليهم لما أراد أن يتزوج قال: {ليس عندي شيء يا رسول الله، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: التمس وابحث، ذهب وهو يقول: ليس عندي إلا إزاري هذا -أي أنه مستعد أن يخلع ثوبه من أجل أن يتزوج به- قال: إن أعطيتها إزارك بقيت ولا إزار لك، التمس ولو خاتماً من حديد، لكنه ما وجد شيئاً، فقال له: زوجتكها بما معك من القرآن} زوجها على أن يعلمها سورة البقرة وسورة كذا وسورة كذا! فانظر كيف أن الصحابي يحس بأهمية الزواج، يخلع نعليه من أجل أن يتزوج بهما؟! إذاً: يا إخوة، يا شباب! لا نقول: والله الظروف لا تسمح.
الظروف نحن الذين نصنعها بإذن الله تعالى.
بالنسبة للأخوات -أيضاً- بعثت إلي بعض الأخوات رسالة تعتب فيها على العلماء والمشايخ والمتحدثين تقول: أنتم دائماً تلقون اللوم على الفتيات في تأخير الزواج، مع أن الفتيات ليس لديهن مانع من الزواج متى وجد الكفء، لكن أن تتزوج الفتاة المتدينة بإنسان منحرف، أو مدخن أو فاسق هذا لا يكون.
أقول: صحيح؛ هذه بادرة طيبة، وما أنكم دام تسمعون هذا الكلام أيها الشباب على لسان مجموعة من أخواتكم أن كل فتاة متدينة مستعدة من الزواج، حتى لو اضطرت أن تترك الدراسة من أجل الزواج لا مانع لا من ذلك متى وجد ذلك، متى وجد الكفء، إذاً هلموا إلى هذا الأمر، وإن كان هذا لا يعفيني أن أقول: هناك نوعية قد لا تكون كثيرة، من الفتيات ربما تؤجل الزواج بغرض مواصلة الدراسة أو غيره، وهذا خطأ يجب أن ينتهي.
فمن المشاريع الاجتماعية التي نفكر فيها في الإجازة مشروع الزواج.
العمل مع الأهل: ومن المشاريع الاجتماعية العمل مع الأهل: أبوك مزارع -مثلاً- فلا مانع في أن تستغل الإجازة في خدمة الوالد في أعمال زراعية، أو كان تاجراً اشتغل مع الوالد في أعمال تجارية، أي عمل يريده الوالد أعمل معه فيه، أو كان الوالد مسافراً في إجازة فأقوم بالنيابة عنه بالأعمال التي يقوم بها، هذه كلها تربي الرجولة التي نحتاجها في نفوس شبابنا، ومن شأنها أن تعد لنا رجالاً يمكن أن تعتمد عليهم الأمة.
زيارة الأقارب وإقامة المخيمات: الأقارب والأسرة: زيارة الأقارب سواء كانوا قريبين أو بعيدين، إقامة مخيمات للعائلة، بعض العائلات أصبحت تقيم مخيماً، مخيم تجمع فيه أفراد العائلة في المنطقة، قد يجتمع ثلاثمائة أو أربعمائة فرد، وهذه بادرة طيبة ويجب تشجيعها ونشرها، كل عائلة معروفة منتشرة يجمعون أفراد العائلة يتعارفون ويتناصحون فيما بينهم، يقيمون أياماً في البر، ثم يعودون.
كذلك الرحلات الشبابية؛ مجموعة من الشباب الصالحين يخرجون في رحلات سواء للحج أو للعمرة، أو رحلات إلى مناطق سياحية إلى داخل المملكة أو أماكن معينة، أو رحلات في الوعظ والإرشاد إلى مناطق في الجنوب أو في الشمال، أو في البادية، المهم أنهم يحققون فيها الصحبة الصالحة والمتعة، وقضاء الوقت فيما يفيد والترويح وفي نفس الوقت يقومون بجزء من الواجب في تعليم الناس الخير والصلاة والعبادة والوضوء، وأنتم تعرفون أن كثيراً من الناس في بعض القرى النائية يجهلون حتى أبسط الأمور، والله يا إخوة هناك من يجهلون حتى القراءة للصلاة، حتى قرآن الصلاة لا يجيدونه، الوضوء لا يعرفونه، الصلاة لا يعرفونها، فما الذي يمنع أن مجموعة من الشباب يخرجون هنا أو هناك يعلمون الناس.