تحقيق الحلم الأمريكي بإقامة دولة لها الريادة في المجتمع العالمي

أولاً: السياسة الأمريكية بشكل عام تستهدف تحقيق الحلم الأمريكي بإقامة دولة لها الريادة في المجتمع العالمي، وفي نفس الوقت يتمتع أفرادها بمستوى عالٍ من الأمن والمعيشة، ولذلك يقول أحد الرؤساء الأمريكان - ريجان في تجديد انتخابه-: أيها الأمريكيون! تعالوا لنقيم الجنة على هذه الأرض.

فهذا هو الحلم الذي يسعون إليه، رفاهية في الداخل، وأمن قومي مستتب، إضافةً إلى السيطرة على العالم.

وقد تطورت الأسس التي قامت عليها عبر الأوضاع المحلية والمتغيرات الدولية، ففي البداية -مثلاً- كانت استراتيجيتهم تقوم على العزلة التي عبر عنها الرئيس مونرو حينما رسم خريطة الولايات المتحدة الأمريكية، ورسم حولها أسلاكاً شائكة، ووضع أمامها شعاراً يقول: نحن نرحب بالزائر إذا لم يكن معه بندقية.

معناه: أنهم منعزلون على أنفسهم، ولكنهم يرحبون بالزوار، ومن هنا كانت أمريكا مكاناً لاستقبال المهاجرين من أنحاء العالم.

ثم انتقلت بعد ذلك إلى المرحلة الثانية وهي: المشاركة في صياغة النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وملء الفراغ الذي نجم عن تراجع الدور الأوروبي في العالم الإسلامي وغيره.

ثم جاءت المرحلة الثالثة وهي الحرب الباردة، واستراتيجيات الأحلاف العسكرية حتى سقوط الاتحاد السوفيتي.

ونستطيع أن نقول: إن المرحلة الرابعة التي نعيشها هي هذه المرحلة التي يتكلم عنها هذا التقرير الذي أعدته لجان عمل وأوصلته إلى البيت الأبيض، ووزع في ثلاث وعشرين صفحة بالعنوان السابق، وتزامن إعلانه مع مرور عام على أحداث سبتمبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015