يتحدث التقرير بشكلٍ متعاظم عن أهمية الجانب الاقتصادي، وكأنه يقول: إن العالم عبارة عن شركة اقتصادية، وإن الولايات المتحدة الأمريكية هي رئيس هذه الشركة، نعم، إنهم يدركون أن الاتحاد السوفيتي مع أنه كان دولة تملك قوةً عسكرية ضاربة إلا أن الذي هزمه هم والاقتصاد، ولذلك تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تكون ضمن تحالفاتٍ دولية مع قوى اقتصادية وشراكة اقتصادية تضمن لها تفوقاً دائماً.
ثم يخلص إلى أهمية وجود قوات أمريكية في مناطق مختلفة من العالم، ومنها منطقة الخليج لحماية حلفائها وأصدقائها من أي خطرٍ محتمل.
إن آلية العلاقة بين العالم الإسلامي ودوله وبين الولايات المتحدة قد اختلفت اليوم اختلافاً كبيراً في ظل هذا التحول الاستراتيجي الجديد، وهذا يفرض على دول العالم الإسلامي جميعاً -وهو طرفٌ أساس في هذه العلاقة- أن يراجع هو مفاهيمه، وهو بين خيارين لا ثالث لهما: الخيار الأول: أن يرسم لنفسه رؤيةً خاصة صادقة، تقوم على قيمه ومبادئه أولاً، وتقوم على مصالحه ثانياً، وتتكيف مع هذا الواقع المتغير، فإن لم يفعل، فإنه سيظل مكتفياً بالمراقبة والانتظار والتساؤل، ومن الواجب على أي دولةٍ من دول العالم أن يكون لها رؤيتها الخاصة المعبرة عن تطلعاتها ورغبات شعوبها، وعن قيمها ومبادئها، وعن مصالحها وحاضرها ومستقبلها.
فيما يخص العالم الإسلامي فهناك أولاً حماية إسرائيل والتأكيد على تفوقها، وعلى التحالف الاستراتيجي الأمريكي معها.
إن أمريكا ملتزمةٌ بالتحالف مع إسرائيل، وملتزمةٌ أيضاً بضمان التفوق العسكري وغير العسكري لهذه الدولة المسخ دولة إسرائيل، ليس فقط في مواجهة دولةٍ إسلامية؛ بل في مواجهة العالم الإسلامي كله مجتمعاً.
كذلك: إن التقرير يوجه لهجةً رادعة صارمة إلى الدول الإسلامية التي تعارض السياسة الأمريكية بشكلٍ كلي أو جزئي كإيران -مثلاً- أو سوريا، أو السعودية أو غيرها، ويتهم هذه الدول بدعمها للإرهاب، وأن هذا الدعم إذا لم يتراجع فسوف يعرضها لضرباتٍ موجعة.
إن دعم الشعب الفلسطيني يعتبر دعماً للإرهاب إن دعم المقاومة الباسلة هو دعمٌ للإرهاب إن دعم الجمعيات الخيرية هو دعمٌ للإرهاب، بل لست أبالغ إذا قلت: إن إقامة المدارس، والمؤسسات، والمساجد، والأربطة، وجوانب النشاط الإسلامي الخيري كل ذلك هو دعمٌ للإرهاب، والحسابات الأمريكية تقوم بمتابعته ومراقبته ومحاسبة القائمين عليه حساباً دقيقاً.