التدخل في الشئون الداخلية للدول

النقطة الأخيرة: هي التدخل في الشئون الداخلية للدول، وهذا أمرٌ واضح، فربما لربع قرنٍ أو أقل أو أكثر والله تعالى أعلم ستواجه كثيرٌ من الدول الإسلامية ألواناً من التدخل المؤذي في شئونها الخاصة: التدخل في إعلامها التدخل في مناهج التعليم التدخل في المناهج الشرعية والكليات الشرعية التدخل في قضايا المرأة التدخل في قضايا الأقليات كما يسمونها التدخل في الحريات الدينية، حرية العبادة إلى غير ذلك من العبارات التي كثيراً ما تتردد في التقارير التي تصدر مثلاً عن وزارة الخارجية، أو عن منظمات الحقوق، أو عن وزارة الدفاع، أو عن غيرها، وباسم الحرية وباسم السلام يتم هذا التدخل.

بطبيعة الحال لا شك أن الدول الإسلامية كلما أبدت نوعاً من طأطأة الرأس، ومن الاستسلام، ومن القبول بهذا التدخل أغرت هؤلاء بمزيدٍ منه، وكلما استطاعت أن تراهن على شعوبها، وأن توحد صفها، وأن تقاوم وأن تفرض نوعاً من سيادتها على هؤلاء فإنهم يمكن أن يبتعدوا أو يتأخروا.

هناك ما يسمى بمبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية والتي أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية قبل بضعة أشهر، ورصدت لها (29) مليون دولار، وربما هذه فقط نفقات الدعاية للمشروع، أما المشروع نفسه فلا شك أنه سوف يستغرق مبالغ ضخمة، ولكن

Q من هو الذي سوف يدفع فاتورة هذه المبالغ؟ الهدف الأساسي مما يسمى بالشراكة الأمريكية الشرق أوسطية هو إلحاق النظم العربية كلها بالمنظومة الأمريكية، بواسطة إرادة مفروضةٍ بقوة السلاح وقوة التهديد، وقاعدتهم تقول: تكلم بلطف واحمل عصا غليظة، وذلك في ظل اختلالٍ واضح للقوى بين العالم الإسلامي ودولة إسرائيل بمفردها.

إن الإدارة الأمريكية بتوجهها النازي المؤيد للتيار الصهيوني المسيحي المتطرف مصرةٌ على التدخل في خصوصيات المسلمين، وعلى ممارسة لونٍ من التغيير في داخل المجتمع الإسلامي على المستوى الثقافي والعلمي والتعليمي والسياسي وغيره، وهذا هو أيضاً نفس مبادرة باول للشرق الأوسط كما أشرت إليها، وفيها عدد من النقاط خلاصتها هو ما سبق ذكره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015