الطفيل بن عمرو الدوسي

وخذ على ذلك بعض الأمثلة اليسيرة السريعة: مثل: الطفيل بن عمرو الدوسي، والقصة طويلة لكني أختصرها وأصل قصته في صحيح مسلم: {يأتي إلى قريش فما يزالون به حتى يضع في أذنيه القطن، لئلا يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما اقترب منه أبى الله إلا أن يسمعه شيئاً، فقال: أنا والله رجل لبيب أعرف الشعر، وأعرف ألوانه وهزجه وقصيده ورجزه ومقبوضه، ومبسوطه، فأسمع من الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإن رأيت حقاً قبلته وإن رأيت باطلاً رددته، ولا يمكن أن أجبر بعقل غيري، فيقوم وينزع القطن، ويسمع من الرسول صلى الله عليه وسلم، فسمع كلاماً جزلاً فخما قوياً عظيماً، وهو القرآن، فآمن وأسلم.

وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: إلامَ تدعو؟ فعلمه الإسلام، فقام هذا الرجل من عند الرسول صلى الله عليه وسلم -لا أقول مسلماً فقط- بل قام مسلماً مؤمناً داعية، وذهب إلى قومه، فتأتيه زوجته لتسلِّم عليه، فقال: إليك عني، فلستُ منكِ ولستِ مني، قالت: ولم فداك أبي وأمي؟ قال: إني قد أسلمت وتبعت محمداً صلى الله عليه وسلم.

قالت: ديني دينك.

فقال: اذهبي واغتسلي.

فذهبت واغتسلت ثم شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله} .

يأتيه أبوه وأمه فيقول لهم نفس الكلام, ويأتيه قومه وقبيلته فيقول لهم كذلك، فيسلمون كلهم عن آخرهم على يد رجل لم يمكث في مدرسة إلا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، تلَّقى فيها درساً أو محاضرة كانت مدتها خمسة عشر دقيقة أو قريباً من ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015