الأخطاء موجودة في كل مجتمع، حتى المجتمع النبوي وجد فيه أخطاء كثيرة، فقد زنا ماعز وزنت الغامدية، فكيف واجه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخطأ؟ يأتي ماعز، والغامدية، فيقول: لعلك قبَّلت، لعلك غمزت، لعلك لعلك حتى يعترف الرجل ويُصرّ على اعترافه، فيقيم عليه الحد.
وكذلك الغامدية قال لها: لعلِّكِ لعلَّك تقول: {تريد أن تردني كما رددت ماعزاً يا رسول الله! والله إني لحبلى من الزنا} فيقيم عليها الحد بعدما ولدت، وفطمت، فلما نال منها رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم: {والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له} وفي رواية: {لقد تابت توبة لو وزعت بين سبعين من أهل المدينة لغفر لهم} .
فأصل الاعتقاد في التجاوز عن الأخطاء؛ أن الإنسان يعتقد أن الله سبحانه وتعالى قد يغفر لكل إنسان إلا الشرك، لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48] فقد يغفر الله تعالى للعبد كل ذنب إلا الشرك، فلا تحكم على أحد بخطأ أن الله تعالى سوف يعذبه أو يعاقبه، فإن الله تعالى بكرمه ينجز الوعد، ولكنه قد يعفو عن الوعيد، وكما قيل: ولا يرهب ابن العم والجار سطوتي ولا أنثني عن سطوة المتهدد وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي