وهاهنا نموذج من نماذج اليسر: الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي إلى أحد الناس حتى يصلي في بيته، لم يقل صلى الله عليه وسلم: من أنت حتى آتيك؟ أو أنا مشغول وما عندي وقت لمثل هذه الأمور.
بل واعده ثم أتاه صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال: {أين تريد أن أصلي؟ قال: صلّ في مكان كذا، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى، بعد ذلك جلسوا يتحدثون، قال: حبسناه على خزيرة صنعناها له} لون من الطعام المتواضع آنذاك، انتظره النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جلسوا يتحدثون: أين فلان؟ أين فلان؟ فذكروا رجلاً اسمه مالك بن جشعم أين هو؟ فقال واحد من الحضور: {دعوه، هذا رجل لا يحب الله ورسوله، فاستعظم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة وقال: أليس يقول: لا إله إلا الله؟ قال: بلى يقولها، ولكننا نرى أن قلبه وذيله ورأيه مع المنافقين، ولا تنفعه لا إله إلا الله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أليس يقول: لا إله إلا الله؟ قال: بلى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله -وفي رواية أنه قال-: أولئك الذين نهيت عنهم} دع باطنهم طالما أن ظاهرهم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلي الصلوات الخمس مع المسلمين، فخذ الظاهر ودع الباطن لله عز وجل، فإن ظهر لك شيء فخذ به,