اختلال الأمن وقلة المنافع

من الفساد في البر اختلال الأمن، وقلة المنافع، ومحق البركات، والخذلان في كل ما يتوجه إليه الإنسان.

إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده خذ على سبيل المثال: ما يتكلم عنه الإعلام الآن، وهو مرض الإيدز، قبل خمسمائة سنة، كان هناك مرض الزهري الذي يسميه الناس عندنا وفي أماكن أخرى يسمونه بمرض الإفرنج، لأن الناس هنا لم يعرفوا هذا المرض إلا من خلال الإفرنج الذين قدموا إلى البلاد، وكانوا مصابين بمرض الزهري: وهو مرض جنس بسبب العلاقات الجنسية المحرمة، ولهذا كان الناس هنا يسمونه الإفرنج، هذا المرض نشره ملك فرنسا الذي يسمى شارل الثامن، لما غزا إيطاليا وكان معه جيش ضخم وجعل في هذا الجيش خمسة آلاف أو قريباً من هذا العدد من البغايا المومسات من أجل الفساد والإفساد، فانتقل بفساده إلى أوروبا ونقل لها هذا المرض الخبيث، وهو مرض الزهري، ثم التقى بطائش آخر مثله، وهو البابا إسكندر السادس، ففعلوا معه الأفاعيل من الجرائم والموبقات، وكان ذلك كله قبل أن يكتشف البنسلين، الذي هو -بإذن الله تعالى- يقتل جرثومة هذا المرض.

بعد ذلك نجد أن الله تعالى سلط على أصحاب المعاصي وعلى أصحاب الشذوذ، وعلى أصحاب المخدرات مرض الإيدز، الذي هو مرض فقدان المناعة المكتسب -كما يسمى- والعدد الفعلي لحالات الإصابة بهذا المرض تقدر بمليون ونصف مليون، ثلثهم تقريباً من الأطفال، وتذكر بعض المعلومات أن ما بين تسعة إلى أحد عشر مليوناً مصابون بالفيروس الذي يسبب مرض الإيدز، بل تقول بعض الدراسات: إنه يتوقع -والعلم عند الله تعالى- أنه بحلول عام ألفين سوف يدخل هذا الفيروس أجسام أربعين مليون شخص، وهذه عقوبة إلهية عاجلة لمن خالفوا أمر الله تعالى وارتكبوا نهيه، وهو نموذج من الفساد في البر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015