الخطأ الرابع الذي يقع فيه بعضهم: أنهم قد يعملون العمل الصالح؛ لكن تتعدد المقاصد الحسنة عنده، فربما صلى الواحد منهم فيقول: أنا صليت ابتغاء رضوان الله، وطمعاً في الجنة، وخوفاً من النار، ورغبة إلى النظر في وجه الله الكريم يوم القيامة، وحباً لله، وأنساً بذكره والقرب من مناجاته، فهل يصح أن أصلي بهذه النيات المتعددة أم لابد من توحيد النية؟ ويظن بعضهم أنه لابد من توحيد النية.
والصواب أنه لا بأس أن يتعبد الإنسان بنيات متعددة إذا كانت هذه النيات كلها حسنة، والمقصود بها وجه الله والدار الآخرة، كأن يصلي -كما ذكرت- لله؛ طمعاً في الجنة، وخوفاً من النار، وحباً في الله وذكره، وأنساً بقربه، وما أشبه ذلك.
فهذه الأشياء لا تعارض بينها، بل كلها ممكنة، وبعضها يعضد بعضاً.