لذلك وصفها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث {بأنها على الحق} وفي بعضها {بأنها قائمة بأمر الله} , وفي بعضها {بأنها على الدين} , وكل ذلك معناه واحد, وهو ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويشمل ذلك أموراً منها: 1- الاستقامة في العقيدة, فالطائفة المنصورة هم أهل السنة والجماعة، الذي ليس لهم اسم يعرفون به إلا أهل السنة والجماعة, ليسوا جهمية، ولا مرجئة، ولا قدرية، ولا خوارج، ولا روافض, وليس لهم اسم يعرفون به إلا الانتساب للسنة والجماعة, وهم ينحازون إلى السنة, حين ينحاز الناس إلى البدعة.
2- الاستقامة على السلوك, بحيث يبتعد كل فرد منهم عن الانحراف في مسلكه، أو التردي في مهاوي الشهوات, أو الوقوع في أسباب الفسق والمعصية لله جل وعلا.
3- الاستقامة في تحصيل أسباب النصر المادية والمعنوية, فإن هذا جزء من الدين, وليست الطائفة المنصورة تقول: نحن جديرون بالنصر والتمكين؛ لأننا مؤمنون مسلمون صادقون, وتترك الإعداد المادي والمعنوي! كلا, بل هي تعرف أن من ضمن الاستقامة على الدين، والقيام بأمر الله جل وعلا، أن تأخذ الأهبة والعدة, المعنوية والمادية فتستعد بكل ما تستطيع، وتستخدم أرقى وأطول ما تفتَّقت عنه قرائح الناس, ووسائل العصر، من الطرق والأسلحة المادية، وغير المادية، ووسائل الوصول إلى الناس، وطرائق الدعوة، في القيام بالواجب الذي كلفها الله تبارك وتعالى به, فهذا جزء من الاستقامة التي تميزت بها, إضافة إلى استقامتها في القيام بالجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إذاً الخاصية الأولى: أن هذه الطائفة المنصورة على الحق، على الدين، مستقيمة عليه, لم يجتمعوا على أنهم من وطن واحد، ولا لأنهم من قبيلة واحدة، ولم يتعصبوا لاسم تحزبوا عليه، ولا لراية رفعت، ولا لشخص يدورون في فلكه, بل تذوب عندهم الأسماء والرايات والأشخاص, وينصهرون جميعاً بحيث إنهم يدورون مع الحق حيث دار, فالحق معهم يدور، وهم يدورون مع الحق, بهم عرف الكتاب, وبه عرفوا, ما يعرفون إلا بهذا، ولا يعرف الحق إلا من قبلهم وبواسطتهم, فالناس يحتاجون إليهم أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب.