الضرر العاشر: فهو صرف الشباب عن التحصيل العلمي المثمر، سواءٌُ أكان الاهتمام بالتحصيل العلمي في المجال الشرعي الذي تحتاجه الأمة أكثر مما تحتاج إلى الطعام والشراب والهواء الذي تتنفسه، أم كان الاهتمام بالتحصيل العلمي في المجالات الحيوية التي يحتاجها المسلمون في مجال الطب، وفي مجال الهندسة، وفي مجال العلوم الطبيعية وغيرها من العلوم؛ فالأمة الإسلامية محتاجة إلى كل ذلك، والشاب المشغول بهذه الأمور؛ أعني: المشغول بالمسلسلات ومتابعتها والأفلام، لا يمكن أن يشتغل بالتحصيل العلمي الجاد.
وأضرب لذلك مثلاً: لو أنك أعطيت هذا الشاب قصة غرامية، أو قصة بوليسية، من هذه الروايات التي تُغرق المكتبات، بل الدكاكين في كثير من الأحيان! قصةً ليس فيها إلا الإثارة والمتعة، وربما الجنس! فإن هذا الشاب سيجد نفسه ليس بحاجة إلى قراءة هذه القصة؛ لأن قراءة القصة يكلفه النظر لهذه القصة، ويكلفه حملها باليد، وأن يكون على جِلسة معينة، وهو ليس على استعداد لذلك كله، لسببٍ هو: أنه سيجد هذه القصة وما هو أكثر منها إثارة وجاذبية ومتعة معروضة أمامه في الشاشة، بصوت وصورة وتلوين! فيشاهد القصة نفسها على الشاشة، وهو متكئ على كنب، وإن كان يدخن فسيدخن بدون أية كلفة أو تعب، فأي شيء إذن يدعوه لقراءة هذه القصة مع ما فيها من المتعة والجاذبية والإغراء؛ "أعني الإغراء المنحرف".
إذاً كيف سيقرأ هذا الشاب كتاباً شرعياً؟! كيف سيقرأ كتاباً علمياً جافاً جاداً ليس فيه من الجاذبية إنما فيه من العلم الذي يخاطب الاستطلاع عند الإنسان؟! لاشك أن الشاب سيجد نفسه مصروفاً عن ذلك كله.